نتائج البحث

يفتتح الصولي كتابه بفصل مهم هو فضل الكتابة، وأهميته تكمن في هذا الإنتقال الذي عرفته الثقافة العربية من الشفاهية إلى الكتابة والتدوين، وفي الإنتقال إلى النثر في ثقافة يشكل الشعر جوهرها وديوانها. بعد ذلك يتوقف الصولي عند ضروب كثيرة من الموضوعات ترتبط بالكتاب، فهو يتحدث عن أول من ألف بالعربية، وعن البسملة، ثم ينتقل كي يتحدث عن الخط، وما قيل في حسنه وقبحه، ليتوقف عند القلم والحبر والقرطاس. ويعود الصولي بعدها ليتحدث عن ترتيب الكتاب وعنوانه وخاتمته وترجمته.

إن مضمون كتاب (المعارف) يشير إلى ألوان الثقافة التي ينبغي على المثقف آنذاك أن يلم بها، والتي يمكن لنا أن نلخصها في: معرفة قدر معقول من التاريخ والأنساب، ومعرفة المشاهير من الأدباء والشعراء والعلماء، كما ينبغي أن يلم المثقف بأخبار تكون بمثابة النوادر والطرائف، وأن يلم بأخبار الأمم الأخرى.

يؤرخ أبو شامة في كتابه هذا لحقبة تبلغ نصف قرن، تمتد من عام 540 ه إلى عام 589 هـ، وهذه الحقبة تشمل الدولتين: النورية التي قادها نور الدين زنكي (511-569 هـ)، والدولة الصلاحية التي وضع صلاح الدين قواعدها حتى وفاته عام 589 هـ. يتتبع أبو شامة في الكتاب إنجازات كل من نور الدين وصلاح الدين، فيتحدث عن موضوعات شتى تتعلق بالدولة والحروب مثل: تنقلات الجيوش، وأوصاف الأسلحة، ووصف المعارك والحصون والسفن الحربية، كما يتحدث عن المجابهات التي دارت بين الفريقين، مستعينا بالوثائق الرسمية وبالقصائد الشعرية التي تحدثت عن المعارك، والتي يعد كتابه مصدرا من مصادرها، نظرا لجمعه لها وحرصه على تبويبها. إن قيمة هذا الكتاب تتمثل في طبيعة التأليف التاريخي في تلك الحقبة القائمة على النقل والجمع، فكتاب الروضتين ينقل نصوصا كثيرة من كتب ابن عساكر، والعماد الأصفهاني، ابن الأثير، وابن شداد، ورسائل القاضي الفاضل، لكنه يحسن التنسيق والربط والترتيب.

يتمثل دور الجائزة في الإشادة بأعمال المؤلفين والناشرين المتميزين التي ساهمت في إثراء الثقافة والأدب العربي.