الى الخلف
المهارات المرتبطة بالفنون الحرفية التقليدية

نظرة عامة

الصور

الكحل

استمع للصفحة
كان الكحل وما يزال مادة الجمال والزينة والعلاج

كان الكحل وما يزال مادة الجمال والزينة والعلاج ، والتكحل عادة شائعة عند العرب، فلا يستخدم الكحل للزينة النسائية فحسب بل هو علاج لبعض أمراض العيون ، لذا يكتحل الرجال والنساء للزينة أو بحثاً عن العلاج، ولعل البدوي هو المشهور بالكحل أكثر من غيره من الرجال في البيئات الأخرى.

 

وقد ظهر الكحل العربي في الجزيرة العربية منذ العصر الجاهلي وهو عبارة عن حجر يؤتى به من المملكة العربية السعودية ويمر بعدة مراحل تصنيعية قبل أن يُكتحل به، والمرأة الخليجية من أشد النساء العربيات تمسكاً بالكحل العربي، الذي لايزال ُيصنع في المنازل وتتوارث صنعه البنات عن الأمهات والجدات. من أنواع الكحل:

 

- الكحل الزيتي "الصناعي" "الصراي":

وهو مادة سوداء من السناج المتطاير من الفتائل المشتعلة، وتشرح الراوية شيخة "أم سيف" مراحل إعداد الكحل بهذه الطريقة قائلة :"نقوم بجلب " بيب أو إناء من المعدن" نضع فيه القاز"غاز" ثم نغمس فيه فتيلاً من جواني"أكياس" المسد،كما نثبت فوق البيب قارورة من الزجاج ونسد فوهتها بالتمر ونشعل النار في الفتيل، فيرتفع الدخان إلى الأعلى مخلفاً طبقة سوداء من الرماد المتساقط " الصلافة " على جوانب القارورة ، بعد ذلك نجمعه ونخلطه مع الزبدة ، ونضعه في النهاية في اللوقة "وعاء الحفظ" .

 

وتضيف الوالدة أم حمدان طريقة أخرى لجمع الرماد المستخدم في صناعة الكحل تقوم على تجميع نبات الحرمل وتجفيفه وإحراقه تحت الطوبي أو الصاج ، ولكون الطوبي محدباً يتجمع الدخان في الأعلى ، بعدها نقوم بتجميعه وعجنه بالدهن البقري ووضعه في قارورة للاستخدام.

 

الكحل المعدني "الطبيعي" الأثمد":
مادة هذا النوع أحجار طبيعية تعامل معاملة خاصة وتسمى حجر الأثمد أو كحل مكة وهو أشهرها وأكثرها جودة. وعن طريقة الحصول على الكحل بهذه الطريقة تقول الراوية صالحة الأسود: بعد إحضار حصاة الأثمد نقوم بوضعها في مجمر مشتعل لتنقيتها من الشوائب بفعل الصهر الشديد ، يلي ذلك وضعها في ماء ممزوج بورق الحناء لمدة يومين، بعدها نقوم بطحنها وتنعيمها بوضعها في منحاز خاص، دون أن نخلطها بشيء آخر كي لا يؤثر على جودة الكحل، وبعد أن يصبح ناعماً ونظيفاً يوزع في "مضارب " أي زجاجات صغيرة، ويُعد للاستخدام للرجال والنساء على حد سواء.

 

وتؤكد الوالدة أم حمدان هذه الطريقة قائلة: لتصنيع الأثمد نأخذ منه كسرة "قطعة صغيرة" ونخمرها في ماء ورق الحناء وبعد يوم من التخمير نجففها وندقها في "منحاز بترو" ونضع المسحوق في المكحلة ".

 

فوائد الكحل:
من الناحية الجمالية يعطي الكحل العين جمالية أكثر، ويسهم في إبعاد الغبار والأوساخ عنها، ويساعد في تقوية البصر، وإنبات الرموش، والقضاء على الجراثيم. كما أنه يساعد في حماية العين من وهج أشعة الشمس القوية على العين وانعكاسها الضوئي على الجفون، حيث يعمل على تعتيم هذه الأشعة والتقليل من دخولها للعين.

 

أما الراوية أم سالم فترى أن الأثمد يفيد لعلاج الحبل السري لدى الجنين بعد قطعة فهو يساعد على جفافه والتئامه حيث يوضع القليل منه على السر فيجف ويسقط بدون ألم للطفل في فترة وجيزة، ولا تزال هذه الطريقة سائدة عند بعض الأسر لليوم. ومن الأدوات المستخدمة في حفظ الكحل واستعماله: المكحلة وهي الأداة التي تحفظ فيها مادة الكحل وتكون من الفضة أو الزجاج أو النحاس، والمكحل أو المكحال وهو مرود صغير من الخشب أو العاج أو الفضة وأحيانا من الزجاج. والمسحنة "المنحاز" لطحن الأثمد، واللوقة ، وهي علبة من الزجاج أو العاج - لوضع الصراي فيها .

 

ومن التقاليد المرتبطة بعملية تكحيل الأطفال أن الطفل يكحل قبل غروب الشمس كما يُقال في المأثور الشعبي : "كحال النهار زينة وكحال الليل خزينة" إذ هو في النهار مصدر للزينة وفي الليل خزينة لأنه يعمل على تنظيف العين وتنقيتها من الشوائب التي قد تكون قد علقت بها من أثر العمل في النهار .



اضغط هنا لقراءة الاستمارة