شجرة النخيل من أهم الأشجار التي حباها الله لأهالي الإمارات فعطاؤها لا ينتهي وكل مافيها مفيد فهي أم الخير، وتعتبر صناعة السعفيات من الصناعات التقليدية التي تنتشر في دولة الإمارات العربية المتحدة وخاصة في مناطق الواحات لكثرة أشجار النخيل فيها وقد أبدت الدولة اهتماماً ملحوظاً بهذه الصناعات بهدف المحافظة عليها.
تصنع السعفيات من خوص النخيل، ويمكن تسميتها باسم "صناعة النخيل" لارتباطها بالنخلة، كما يصطلح تسميتها بـ "صناعة المنسوجات النباتية "، أما المصادر العربية القديمة فتسمى صناعة الخوص باسم "حرفة الخواصة".
مميزات صناعة السعفيات:
تتميز صناعة الخوص بالدقة والجمال والإتقان، ولها منتجات كثيرة، كانت في الماضي من ضرورات الحياة، وتبقى صناعة الخوص إحدى الصناعات التقليدية وتسمى صناعة النخيل أو السعفيات ولها العديد من الأسماء التي تعرف بها من منطقة لأخرى.
الأدوات المستخدمة في صناعة السعفيات:
تستخدم في صناعة الخوص أوراق شجر النخيل "سعفها"، ومما يسهل على الكثيرين من أبناء الإمارات ممارسة هذه الصناعة اليدوية توفر موادها الخام الناجمة عن انتشار زراعة النخيل في أرجاء واسعة من الدولة، بالإضافة إلى أن الأدوات المستخدمة فيها بسيطة ومتوفرة أيضاً كالعظام والحجارة المدببة والمخايط والمخارز(الأبر) إلى جانب بعض الأدوات الأخرى كالمقص والأوعية التي تغمر بها أوراق النخلة.
تذكر الراوية أم خالد بأن خوص النخل نوعان: الأول من لب النخل ويسمى "القلبة الوسطية" من النخلة وبالأخص النخل الصغير، والنوع الثاني من الخوص الذي يكون في طرف السعفة، ولكل منهما صناعة خاصة بها حيث يستعمل النوع الأول في صناعة السرود والمخرافة والجفير.
أما النوع الثاني فهو بقية أوراق النخيل العادية وهي أوراق أكثر خشونة ويتم غمرها بالماء لتطريتها حتى يسهل تشكيلها وصنع أدوات منها: الخصف والملالة والسمة والحصير واليلة والمزماة.
استخدامات النخلة:
استخدم سكان الإمارات السعف في صناعات كثيرة، منها: بناء العرش، وأسرة النوم وبعض المقاعد وأسرة الأطفال وأقفاص الطيور، ومن الخوصيات: الخصافة والحصر والسجاد والمخاريف والسراريد والمكانس والمكاب والمهاف والمزامي والجفران وكل أثاث البيت وأدواته.
صبغ السعفيات:
وتشير الراوية هداية الكعبي لطريقة صبغ الخوص قائلة: "بعد اختيار اللون المطلوب، نقوم باستخدام وعاء لتثوير الماء المصبوغ حتى يغمق لون الخوص، ومن هذه الألوان المستخدمة البرتقالي والأزرق والأخضر والأحمر وبعدها نتركه يجف من الماء ونقوم بالسفة إما للسرود أو للمجبة أو القفة وغيرها".
