ومثال لذلك لعبة "نماذج بنات" وهي إحدى الألعاب الشعبية الخاصة بالفتيات في دولة الإمارات قديماً. حيث تعمل على إعدادهن مبكراً لفهم أدوارهن المستقبلية ليصبحن أمهات مدركات، وربات بيوت ماهرات. وغالباً ما تمارس الفتيات اللعبة من سن ما بين 6 إلى 12 سنة تقريباً، وهن أنفسهن من يحدد زمن اللعب حسب رغبتهن، أما المكان فعادة ما يكون داخل أحد البيوت أو في الخارج بالقرب منها، وأحياناً يكون بالبر خاصة عند انتقال الأسر.
وتصاحب هذه اللعبة بعض الأغاني والأهازيج، وتعُرف اللعبة في أغلب الدول العربية بأسماء متعددة باختلاف المناطق. أما مجموعة الفتيات المشاركات في اللعب فتتكون في الغالب من فتيات الأسرة الواحدة أو بمشاركة فتيات أخريات من الفريج "الحي".1 وتبدأ الفتيات عادة بالتجمع، ومع كل واحدة أدواتها المناسبة من قصاصات من الأقمشة الملونة، والإبر والخيوط، والقطن لصناعة العرائس (الدمى) من القماش للعب بها أثناء وقت الفراغ، ويقمن بتشكيل القماش على هيئة دمى ثم تحشى بالقطن، وتطلق على الدمى أسماء مستمدة من أسماء شخصيات حقيقية تختارها الفتيات، مع إضافة الأزياء والأشكال التجميلية الأخرى.
ثم تقوم كل فتاة بوضع عروستها في كرتونة صغيرة تكون بمثابة البيت، وتُسمى "بيت العروس"، وتحتوي على الفرش، والمساند، وأدوات الطبخ. كما يخصص فيها مكان لنوم الطفل في "المنز" وهو سرير الطفل، الذي تصنعه أيضاً الفتيات من أعواد الثقاب ثم يوضع بداخله الطفل الرضيع. ثم تبدأ اللاعبات بتقمص تلك الشخصيات، ومحاكاتها في حركاتها وأصواتها، مع تمثيل للعلاقات الاجتماعية التي عادة ما تحدث بين الأسر.
وفي عصرنا الحاضر تطورت هذه اللعبة فصارت تُصنع الدمى من البلاستيك، وتصدر عنها أصوات وحركات بواسطة البطاريات، والشرائط المسجلة.2