المباني التاريخية والمناظر الطبيعية الثقافية
الصفحة الرئيسية مواقعنا الثقافية واحة العين
يعود تاريخ مدينة العين في دولة الإمارات العربية المتحدة إلى أكثر من 4000 سنة، وتُعد موطناً للعديد من الواحات، وهي مدرجة ضمن قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي.
تمثّل واحات النخيل جزءا من مواقع العين الثقافية المتسلسلة والمدرجة على قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي، أيضاً، منذ العام 2011، وتشكّل اليوم أحد أبرز الشواهد على الحضارة البشرية وعلى الممارسات الزراعية في هذه المنطقة التي يعود تاريخها لبدايات العصر البرونزي، إلى حوالي 3000 عام قبل الميلاد.
كان للواحات دور هام في ضمان استمرارية حضارات، تمكّنت من تحقيق الاستقرار والازدهار بفضل الإدارة الفعالة والمبتكرة للموارد المائية والتعايش مع البيئية الصحراوية، ما أدّى إلى تطوّر في المشهد الثقافي في مدينة العين وما يتضمّنه من آثار متبقّية منذ عصور ما قبل التاريخ وحتى يومنا هذا. واليوم، تثبت البحوث الجارية أن واحات العين الحالية تشكّل استمرارية لأنظمة طبيعية وبيئية سائدة منذ أواخر القرن السابع عشر.
فقد اعتُبرت الأفلاج مصدر المياه الرئيسي الذي اعتمدت عليه جميع الواحات، حيث كانت المياه تُنقل من جوف الأرض إلى مسافات بعيدة في الغالب عبر سلسلة من القنوات الجوفية والسطحية، وتُوّزع بصورة عادلة على جميع الأراضي التي تكسوها أشجار النخيل، وذلك باعتماد نهج الإدارة المبنية على التضامن المجتمعي والتي تلجأ إلى الصيانة المستمرّة، فتُعدّ مثالاً على الرابط الوثيق بين الممارسات التقليدية وإدارة المناطق الطبيعية.
وتحتلّ الواحات موقعاً استراتيجياً يعزّز من أهميتها كمركز حيوي في النسيج العمراني، حيث تُعتبر حوضاً منخفضاً يضم أشجار النخيل، والفواكه والخضراوات المزروعة تحت ظلالها الوارفة، والتي تروى بمياه الأفلاج، ما يمثّل بيئة إيكولوجية فريدة ورطبة يمتد تأثيرها ليشمل المناطق المحيطة بها، وليعزّز الأنشطة الزراعية من حولها، نظرًا لتوفّر التربة الخصبة ومصادر المياه المستدامة للريّ عن طريق الضخ من الآبار الجوفية.
وكانت منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) التابعة للأمم المتحدة قد أقرّت بأهمية واحات العين بوصفها مستودعاً للموارد الوراثية والتنوع البيولوجي والتراث الثقافي الإماراتي.
ولاتزال الواحات تضم أكثر من 80 مبنىً تاريخياً مثل: القلاع والحصون وأبراج المراقبة والبيوت السكنية والمساجد والأسواق والعديد من المباني الطينية المشيّدة بتقنيات البناء التقليدية.
واحة العين
تقع واحة العين وسط شرق المدينة، ويُعتقد أنها الأكبر بين واحات منطقة العين، وتعدّ من أهم مواقع العين الثقافية المدرجة ضمن قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي. وتتميز بموقعها المركزي في وسط النسيج العمراني للمدينة، تغذيها مياه نظام الري التقليدي "الفلج". تحافظ واحة العين على ثقافة وأسلوب حياة عمرهما آلاف السنين. تحتل هذه الواحة الغَنَّاء مساحة 130 هكتاراً، وهي الأكبر حجماً بين جميع واحات منطقة العين. ولا يزال المزارعون فيها يعتنون بأكثر من 80.000 شجرة نخيل، بالإضافة إلى أشجار الفاكهة، مثل: المانجو والبرتقال والموز والتين والسد، التي تستخدم علفاً للحيوانات.
الأفلاج
الفلج كلمة محلية وهي عربية كذلك من أصل سامي، مشتقة من الفعل فَلَجَ، بمعنى تقسيم الشيء إلى جزئين، وقد استخدمت منذ القدم لتعني نظاماً لتقسيم المياه بين المُلّاك.
للفلج دور مهم في حياة أهل الإمارات التي تفتقر إلى الأنهار الجارية، وإليه تُعزى استمرارية الحياة وتطوّرها ونموّها. ويوجد عدد كبير من الأفلاج في دولة الامارات. والفلج عبارة عن قناة من صنع الإنسان يحفرها في جوف الأرض، ويسعى من خلالها إلى جلب المياه من أماكن تواجدها في المناطق المرتفعة إلى المناطق المراد زراعتها والتي تكون أقل انخفاضاً.
يتكون نظام الافلاج من خمسة أقسام رئيسية هي:
- أم الفلج: وهي المصدر الذي يغذّي الفلج بالمياه.
- القناة الرئيسية أو النفق الذي يُحفر في جوف الأرض من الأسفل.
- القناة أو الخندق الذي يُحفر على مستوى سطح الأرض.
- الشريعة: وهي عبارة عن حوض مكشوف وهي المكان الذي يبدأ منه استخدام الماء.
- القنوات السطحية (الساقية) ومهمتها إيصال المياه إلى كل نخلة أو شجرة.
وتجدر الإشارة إلى وجود آليّة متكاملة في منظومة الأفلاج، تتناول أحكام الريّ وتقسيم حصص المياه على المُلّاك بطريقة عادلة من خلال اتّباع طرق ضبط الوقت الليلية التي تعتمد على النجوم والنهارية التي تعتمد على الشمس.
واحة هيلي
تقع واحة هيلي في أقصى الشمال، وتعدّ واحدة من الواحات الست الموجودة في العين والمدرجة ضمن قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي منذ العام 2011، حيث تغطي مساحة 60 هكتاراً، وتحتوي على حوالي 40,000 نخلة مثمرة في أكثر من 252 مزرعة. وتضم الواحة أيضاً العديد من المباني التاريخية، بما في ذلك برجي مراقبة، ومنزل مُحَصَّن جرى بناؤه في أوائل القرن التاسع عشر. ويُعتبر بيت حمد بن هادي الدرمكي، الذي يقع في وسط واحة هيلي، مثالاً على المنازل المُحَصَّنة التي كانت تحمي الواحة آنذاك.
أبراج المراقبة في واحة هيلي
تم بناء برجَي المراقبة بأمر من المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الوالد المؤسس لدول الإمارات العربية المتحدة، طيَّب الله ثراه، وكان لهذين البرجين هدف مشترك ألا وهو حماية قرية هيلي وتزويدها بالمياه. وقد تمّ بناؤهما من مواد محلية من الطوب اللبن وجذوع النخيل وسعفه. وشُيِّد برج المراقبة المربع الشكل – المعروف باسم مربعة او سيبة الشيخ زايد - على قمة تلّ ترابي، ويتميز بالخصائص التي تتمتّع بها الأبراج الدفاعية. على بُعد 50 متراً، يقع برج المراقبة الدائري الذي بُني على تلّة مماثلة، يُعرف باسم سيبة خليفة بن نهية، ويتميّز بجدران يصل ارتفاعها إلى 7,4 أمتار. ومن المرجح أن هذا البرج القديم قد تمّ بناؤه خلال القرن التاسع عشر.
واحة الجيمي
تقع واحة الجيمي في الجزء الشمالي من المدينة، ضمن منطقة الجيمي، جنوب واحة القطارة مباشرة، وعلى بُعد حوالي 4 كم شمال غرب واحة العين. وتُعدّ واحة الجيمي واحدة من الواحات الست الموجودة في العين والمدرجة ضمن قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي منذ العام 2011.
تضمّ واحة الجيمي أكثر من اثني عشر مبنى تاريخياً، منها المساجد والمنازل المُحصَّنة وأبراج المراقبة، التي تعكس الأهمية الزراعية والإدارية لهذه الواحة التاريخية بدءاً من القرن الثامن عشر فصاعداً. تتألّف واحة الجيمي من حوض منخفض ينقسم إلى مجموعة من واحات النخيل التي تنمو أشجار الفاكهة والخضراوات في فيئها. وفي الماضي، كانت الحقول المنتشرة حول الحدود الخارجية للواحة تُستخدم لزراعة محاصيل الحبوب وأعلاف الحيوانات أو تستعمل لرعي المواشي.
الأبنية المرممة
يُعدّ البيت المُحصَّن الذي بناه الشيخ أحمد بن هلال الظاهري - ممثل الحاكم الشيخ زايد بن خليفة آل نهيان، زايد الأول (الذي حكم من عام 1855 إلى 1909) - في أواخر القرن التاسع عشر أحد أهم الأبنية الموجودة في واحة الجيمي. وقد شُيِّد لحماية الواحة والفلج والمزارع والبيوت الموجودة وقتذاك. وهناك مسجد قريب يعكس ابتصميه البساطة التي تميّزت بها العمارة في العين في تلك المرحلة. يقع برج المراقبة الدائري، الذي بناه الشيخ أحمد بن هلال الظاهري، في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، جنوب واحة الجيمي، ويبلغ طوله 14 متراً، وقد شُيِّد لحماية شريعة الفلج، وهي حوض يتدفق فيه الماء من باطن الأرض إلى سطحها، ويُستخدم لأغراض الشرب والري.
واحة القطارة
تتميز واحة القطارة بغناها التاريخي، حيث تضمّ مدفناً يعود إلى 4000 سنة، ومساجد قديمة، وبيوتاً مُحصَّنة. تقع هذه الواحة وسط مزيج خلّاب من أشجار النخيل وبساتين الفاكهة والممرات الرائعة، وتضم أكثر من 19 مبنى ً طينياً تاريخيا ترجع إلى منتصف القرن الثامن عشر وحتى أوائل القرن العشرين، ومن ضمنها سوق القطارة التاريخي. تمت زراعة الواحة لثلاثة قرون على الأقل، إلا أن الدلالات إلى الحضارة البشرية فيها تمثّلت في اكتشاف مدفن، بطول 14 متراً، نحو الشرق، يتضمّن كنزاً من القطع الأثرية التي يعود تاريخها لأكثر من 3000 سنة.
وّتلقي الواحة وحاراتها المحيطة بها الضوء على الأنشطة الدينية والاجتماعية والتجارية في المنطقة، وذلك من خلال العديد من المساجد والمباني السكنية، بالإضافة إلى ثلاثة حصون وسوق والعديد من المزارع، معظمها لا يزال يحتفظ بدوره حتى يومنا هذا.
مدفن القطارة
يقع مدفن القطارة في الجهة الشرقية من الواحة، ويرجع تاريخ هذا الموقع الذي ينتمي إلى حضارة وادي سوق، من العصر البرونزي، إلى الحقبة الممتدة بين 2000 - 1000 قبل الميلاد، ويمثّل مرحلة مهمة جدّاً في التطوّر الثقافي لمواقع العين. وقد كشفت أعمال التنقيب فيه عن مجوهرات، تشمل قلائد ذهبية، ومخبأ كبير للأسلحة والأواني الحجرية والفخارية. وقد قامت دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي بترميم المدفن.
سوق القطارة
يعود تاريخ سوق القطارة إلى ثلاثينيات القرن الماضي، ولا يزال المبنى الأصلي للسوق قائماً، وقد تمّ ترميمه جزئياً العام 1976. وتقوم دائرة الثقافة والسياحة أبوظبي بترميمه كلما دعت الحاجة. ويتميّز السوق بممرّ مسقوف يمتد على طول نحو 35 مترًا، ويضم 19 محلاً تجارياً على جانبيه. واستخدمت في المبنى تقنيات التشييد التقليدية المُعتمدة في الواحات - أي الجدران الطينية السميكة ذات الفتحات الصغيرة التي تُقام لغرض الإضاءة والتهوية. يتكوَّن سقف السوق من وجذوع أشجار النخيل والدعون (سعف النخيل)، أما أرضيته وجدرانه، فمن الجص الطيني.
برج الدرامكة
يقع برج المراقبة هذا في الجزء الجنوبي الشرقي من الواحة، وقد شيّدته إحدى العائلات التي كانت تقطن المنطقة، آنذاك، لحماية مصدر المياه. يتمثّل مصدر المياه، في الواحة، في نظام الري بالأفلاج الذي ينقلها من جبال الحجر، المتواجدة على بُعد عدة كيلومترات من الشرق.
واحة المويجعي
تُعتبر واحة المويجعي أصغر الواحات الست الموجودة في العين، والمدرجة ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي، منذ العام 2011، وتقع في الجانب الغربي من المدينة. تشتهر الواحة من الناحية التاريخية بوصول المياه إليها من فلج المويجعي، وهو قناة مياه تمتدّ من الشرق إلى الغرب تحت المدينة الحديثة من المنبع في سفوح الجبال. تقع الواحة في الحافة الغربية للخزان الجوفي الرسوبي في العين في منطقة مُحاطة بمسارين أو واديين موسميين رئيسيين للمياه. يقع قصر المويجعي على بُعد حوالي 500 متر من شمال الواحة، ويُعتقد أن الشيخ خليفة بن زايد، ابن الشيخ زايد الأول، قد بناه في أوائل القرن العشرين، في موقع استراتيجي يوفّر الحماية لمداخل مدينة العين من جهة أبوظبي ومن الغرب. وقد كانت هذه القلعة منزلاً وديواناً للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ومسقط رأس حاكم أبوظبي ورئيس دولة الإمارات العربية المتحدة السابق، المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، في الفترة الممتدة من سنة 1946 إلى حوالي سنة 1960.
واحة المعترض
تُعد واحة المعترض إحدى الواحات الست الموجودة في العين والمدرجة ضمن قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي منذ العام2011. تقع واحة المعترض في الجزء الأوسط/ الغربي من المدينة، على بُعد كيلومترين غرب واحة العين. وهناك عدد من الأبنية التاريخية المبنية بالطوب اللبن في واحة المعترض وحولها، ومنها: بيت الشيخ سرور بن سلطان بن محمد الظاهري، وهو منزل كبير من على الحافة الشرقية للواحة، وبيت الشيخ محمد بن خليفة، والذي جرى ترميمه مؤخراً، ويقع في الجانب الشمالي الشرقي للواحة. وقد اتّبعت فيه الأساليب التقليدية لعمارة القصور في منتصف القرن العشرين، حيث أن المزج بين الحجر التقليدي والخرسانة، الأحدث نسبياً بالرجوع إلى ذلك الوقت، إنما يلقي الضوء على التقاليد الثقافية المتغيّرة في دولة الإمارات العربية المتحدة، في الحقبة التي سبقت اكتشاف النفط.
انقر هنا لحجز تذاكر المواقع الثقافية.