على الرغم من أنها كانت آهلة بالسكان منذ العصر البرونزي (من 3000 إلى 1300 عام قبل الميلاد)، حظيت منطقة بدع بنت سعود بأهمية خاصة خلال العصر الحديدي، سواء كنقطة استراحة للقوافل أو كمنطقة للجماعات المستقرة من المزارعين الذين استخدموا نظام الري بالأفلاج في المنطقة.
وتم العثور على مصادر الأفلاج ونقل المياه من الجبال البعيدة إلى الحقول عبر القنوات الجوفية.
يضم موقع بدع بنت سعود فلجين تم كشفهما في حالة جيدة جزئياً.. كما تم الكشف عن أحد الفلجين وقناته الجوفية وشريعته (نقطة الوصول الرئيسية) التي كان يتم النزول إليها بواسطة سلم يتكون من عدة درجات، وحوض كبير لتجميع المياه، وتقدم هذه الاكتشافات دليلاً آخراً على أن نظام الفلج نظام أصيل عرفته الإمارات العربية المتحدة قديماً، كما عرفته إيران والمنطقة بأسرها، بل وجنوب أوروبا.
مبنى الفلج
اكتشف علماء الآثار مبنى كبيراً من الطوب اللبن بالقرب من نقطة وصول المياه الرئيسية للفلج. يشتمل المبنى على قاعة واسعة يبلغ طولها 10 أمتار وعرضها 13متراً. ويصل طول بعض أجزاء الجدران المتبقية إلى ارتفاع 160 سم. يبدو أن السقف مفقود، ولكن يوجد اثنا عشر عموداً كانت – على الأرجح - دعائم خشبية للسقف. أضيفت في وقت لاحق غرف لتخزين المؤن ضمت العديد من جرار التخزين. ولا يزال الغرض من هذا المبنى مبهماً، ولكن كان يستخدم – على الأغلب - كمبنى لإدارة توزيع مياه الفلج.
المدافن
يرجع تاريخ بقايا العديد من المدافن الحجرية التي تم العثور عليها على الجانب الشرقي من هذا المرتفع إلى العصر البرونزي. وعلى الرغم من أنها تبدو كأكوام من الحجارة، إلا أن عمليات التنقيب كشفت أن كل كومة تخفي غرفة دائرية يتم الدخول اليها من خلال منفذ ضيق عبر جدار دائري. في الأصل، كانت هذه المدافن على شكل قبة. كما تم بناء مجموعة ثانية من المدافن التي تعود إلى العصر الحديدي من الحجارة المحلية الكاملة أو المقطعة في عدة أشكال. كما تم تقسيم هذه المدافن الجماعية إلى عدة غرف ضمت كل منها رفات الموتى من البشر.
وعلى الرغم من تعرض المدافن للنهب في الماضي، إلا أن عمليات التنقيب نجحت في العثور على عدد من القطع الأثرية التي تشمل فخاريات وأواني حجرية وأنصال خناجر ورؤوس سهام برونزية، إلى جانب أنواع عديدة من الخرز.