اعتاد العرب في الماضي تحضير القهوة على موقد تقليدي الصنع مُثبت في الأرض. ومع مرور الوقت، بدأ العرب باستخدام الكوار، بدءاً منذ أن كان حفرةً من الطين بموقد مصنوع من الحصى والحجارة. وفي البيوت أو الخيام، يتم وضع الكوار في ركن من أركان المجلس وبجانبه صندوق حطب ومقعد للشخص الذي يقوم بإعداد القهوة.
وتتمثل عملية تحويل حبوب البن إلى قهوة في عدة خطوات تبدأ من فرز الحبوب وغسلها وتجفيفها وتحميصها حتى يتغير لونها إلى الأحمر أو البني، ثم تُطحن وتُخمّر للحصول على قهوة ذات مذاق ورائحة عطرية.
الأوانٍ والأدوات
يُطلق على الأدوات المستخدمة لتحضير القهوة اسم "المعاميل"، وتشمل معدات خاصة أهمها التاوة (وهي عبارة عن مقلاة مستديرة واسعة لتحميص حبوب القهوة)، والمحماس (وهي عبارة عن ملعقة لتقليب الحبوب)، والملقط الحديدي لوضع وتوزيع الجمرات داخل الموقد.
كما تعتبر الدلة من أهم الأدوات المستخدمة أثناء تحضير القهوة. فقد صُمّمت وزُيّنت بطريقة خاصة، وتوجد منها ثلاثة أنواع تُستخدم أثناء تحضير وتقديم القهوة العربية وهي: دلة الخمرة (وهي عبارة عن وعاء كبير لغلي القهوة والهيل)، ودلة التلقيمة (وهي عبارة عن إناء متوسط الحجم يُستخدم لتصفية القهوة)، ودلة المزلة (وهي عبارة عن إناء صغير يُستخدم لتقديم القهوة).
الآداب الاجتماعية في تقديم وشرب القهوة
يرتبط تقديم القهوة بآداب خاصة يلتزم بها من يقوم بتقديمها والضيف والمضيف. فعلى سبيل المثال، يجب على من يقوم بصب القهوة أن يحمل الدلة بيده اليسرى مع توجيه الإبهام للأعلى وحمل الفنجان باليد اليمنى. وكذلك تنص الآداب الخاصة بالضيف على استخدام يده اليمنى لتناول الفنجان وإعادته.
يتم تقديم ربع فنجان من القهوة إلى الضيف الأهم أو الأكبر سناً، ويمكن إعادة ملء الفنجان مرة أخرى. ومن بين الممارسات الشائعة لشرب القهوة تناول فنجان واحد على الأقل ولا يزيد عن ثلاثة. ويقوم الرجال والنساء بإعداد القهوة العربية من كافة فئات المجتمع والاستمتاع بتناولها خاصةً في المنزل.
القهوة والتراث
ترمز القهوة العربية إلى الكرم وحسن الضيافة التي يتميز بها المجتمع الإماراتي؛ ممّا جعلها متأصلة بقوة في التقاليد الإماراتية.
ونظراً للأهمية الثقافية والتراثية التي تحظى بها القهوة العربية، قامت كل من دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وسلطنة عمان وقطر بإدراج القهوة العربية عام 2015 ضمن
القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية في منظمة اليونسكو.
لمزيد من المعلومات حول القهوة العربية، انقُر هنا.