الصقَّار الأول
كان المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي مارس الصقارة منذ صغره، شغوفاً بالمحافظة على الطبيعة، وكان يشجع على استمرار ممارسة فنون الصقارة حيث عمل على تعزيز قيم هذه الرياضة واعتاد على ممارستها، الأمر الذي دفعه إلى إطلاق الكثير من المبادرات لتعزيز هذه الرياضة، من بينها برنامج زايد لإطلاق الصقور ومستشفى أبوظبي للصقور الذي أصبح أكبر مستشفى للصقور في العالم.
الترويض
يشمل الترويض تعليم الصقر الانقضاض على دمية (تمثل فريسته مكسوة بالريش) ومربوطة بحبل يمسكه المدرب. عندما يبدأ الصقر في الانقضاض على تلك الفريسة يسحبها المدرب بعيداً، فيتعلم الطائر مع كثرة التدريب أهمية تكرار المحاولات حتى يوقع بفريسته.
عندما يصبح الصقر مستعداً للممارسة الفعلية، يُستخدم الحمام لاستكمال التدريب.
وتتطلب عملية الترويض ورياضة الصيد التحلّي بالصبر وفهم طبيعة الصقر، حيث يسهم هذا الأمر في تكوين رابطاً قوياً ومميزاً ولغةً خاصةً بين الصقر ومدربه، الأمر الذي يساعد على تعلم مجموعةً من القيم الاجتماعية المهمة ذات الصلة برياضة الصيد بالصقور.
الأدوات
يستخدم الصقّار أدوات مصنوعة يدوياً، من بينها بُرقُع مصنوع من الجلد لتغطية رأس الصقر وعينيه عندما يتوقف عن التحليق. كما يُستخدم الوكر الخشبي كمأوى للطائر، ويتكون من سطح عريض مستوِ مثبت بعصا يمكن غرزها بسهولة في الرمال.
يرتدي الصقار "المنقلة" في يديه كواق يتّكئ عليه الصقر بين جولات التدريب والصيد.
وفي الوقت الحاضر، يتم تثبيت جهاز تتبع في قدم الصقر. ولا تقتصر أهميته على الإشارة إلى العلاقة القوية التي تربط بين الصقر ومدربه فحسب، بل تشير أيضاً إلى قيمة هذه الصقور وأهميتها.
الاحتفاء بهذه الرياضة
تقام رياضة الصيد بالصقور في جميع أنحاء دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث تلعب عروض الصقَّارة دوراً بارزاً في اليوم الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة وغيره من المناسبات والفعّاليات التراثية. كما تظهر أهمية الصقَّارة في الأدب والموسيقى والشعر والغناء.
إضافةً إلى ذلك، فقد تمكنت دولة الإمارات العربية المتحدة من تنسيق جهود 18 دولة ساهمت في إدراج رياضة الصيد بالصقور في
القائمة التمثيليّة للتراث الثقافي غير المادي للبشرية في منظمة اليونسكو.