يصطف الرجال والصبية أثناء أداء فن الرزفة في صفَّين متقابلين بينهما مسافة 10-20 متراً، بينما يجتمع عازفو الطبول وغيرهم من الموسيقيين في الجوار. يمارس الرزيفة رقصتهم حاملين عِصي الخيزران الرفيعة، ويؤدونها في تناغم حركي ينسجم مع إيقاعات الطبول. يبدأ أداء الرزفة، وهي الفن الذي أدرجته اليونسكو ضمن قائمة التراث، بمجموعة صغيرة من الأفراد سرعان ما يزداد عددها. يتحرك الصفان في تراص جميل ويتناوبان في إنشاد شطر من الشعر بينهما بالتبادل. تخلق الرزفة جواً من التلاحم المجتمعي وشعوراً بالانتماء والهوية المشتركة بين من يؤدونها، خاصة في الحفلات الاجتماعية والمناسبات الوطنية والفعاليات الكبيرة.
الأهمية الاجتماعية والثقافية لفن الرزفة
تُعدّ الرزفة شكلاً من أشكال الاحتفال وتعبيراً أدائياً عن مشاعر الامتنان والبطولة. تُؤدَّى الرزفة في مراسم الاحتفالات واستقبال كبار الشخصيات. تقوم الرزفة بدور محوري في إثراء الشعر التقليدي وصونه، لأن شعراء الرزفة يكتبون أبياتاً شعرية مخصصة لكل عرض من عروض الرزفة على حدة.
إحياء شكل من أشكال فنون الأداء التقليدية
تنتشر الرزفة وسط جميع فئات المجتمع الإماراتي، ويمارسها الصغار والكبار على حد سواء. يُشجع الآباء أبناءهم على المشاركة في أداء الرزفة أثناء الفعاليات واللقاءات، وهذا التشجيع واحد من أسباب جذب هذا الفن للعديد من المشاركين كونه أداءً يعتمد على المشاركة الجماعية.
يتعلم الأطفال هذا الفن التراثي عبر التحفيز والممارسة العملية، وأيضاً من خلال مشاهدة المجموعات تؤدي فن الرزفة في المناسبات الاجتماعية مثل الأعراس والمهرجانات والاحتفالات الوطنية السنوية.
على الصعيد الوطني، تلتزم المؤسسات المعنية بالتراث في دولة الإمارات العربية المتحدة بالتعريف بفن الرزفة بين مختلف الفئات العمرية. كما تُسهم المؤسسات الثقافية والتعليمية والإعلامية أيضاً في تسليط الضوء على هذا الفن الراقي.
تهتم كل من وزارة الثقافة والشباب، ودائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، وجمعيات ومؤسسات التراث الأخرى في دولة الإمارات العربية المتحدة بالترويج لإدراج عروض فرق الفنون التقليدية ضمن فقرات المهرجانات والاحتفالات، والمناسبات الاجتماعية. وقد أثمرت هذه الجهود زيادة في عدد فرق الرزفة وجموع من يؤدونها من الأفراد.
يمكنكم الاطلاع على المزيد من التفاصيل عن فن الأداء الثقافي الإماراتي هذا بتنزيل ملف PDF أدناه.
تحميل المرفق