يصطف الرجال والصبية الذين يُطلق عليهم "الرزيفيّن" على شكل صفَّين متقابلين بينهما مسافة 10-20 متراً، حيث يجتمع عازفو الطبول والآلات الموسيقية بجانبهم يُؤدّي الرزيفة رقصتهم حاملين عِصي الخيزران الرفيعة، بينما تقف "النعّاشات" وهي مجموعة من الفتيات اللاتي يرتدين الفساتين المزخرفة التقليدية، ويضفين سحر الجمال والإيقاع، وهنَّ يتمايلن بشعورهن على أنغام الموسيقى.
يبدأ العرض بمجموعة صغيرة من الأفراد، ثم سرعان ما يزداد العدد. يتحرك صفّا الرجال بشكل متراص، ويتناوبان على إنشاد الشعر. تخلق الرزفة جواً من الانسجام والتناغم بين المشاركين.
الأهمية الاجتماعيّة والثقافيّة للرزفة
تُعدُّ الرزفة من السمات الرئيسة التي تؤدى في المناسبات الاجتماعية والوطنية وحفلات الزفاف، حيث تُعتبر شكلاً من أشكال الاحتفال وتعبيراً عن مشاعر الامتنان والبطولة. كما يُؤدَّى هذا الفن في مراسم استقبال كبار الشخصيات.
يقوم فن الرزفة بدور مهم في الحفاظ على الشعر التقليدي، إذ يُؤلف الشعراء أبياتاً شعرية خاصة بعروض الرزفة لكل مناسبة على حدة.
وتأكيداً على أهميته الشعبيّة والثقافيّة، أدرَجت اليونسكو فن الرزفة عام 2015 في "القائمة التمثيليّة للتراث الثقافي غير المادي للبشريّة".
إحياء فن الرزفة
تنتشر الرزفة وسط جميع فئات المجتمع، ويمارسها الصغار والكبار. يُشجع الآباء أبنائهم على ممارسة الرزفة في الفعَّاليات واللقاءات، ويمثل هذا التشجيع واحداً من الأسباب التي تجذب العديد من المشاركين.
وعلى الصعيد الوطني، تتولى جمعيات التراث في الإمارات التعريف بالرزفة للصغار والكبار. كما تسهم المؤسسات الثقافية والتعليمية والإعلامية في نشر معلومات حول الرزفة.
تهتم كل من وزارة الثقافة وتنمية المعرفة ودائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي وجمعيات ومؤسسات التراث الأخرى في دولة الإمارات بإدراج فرق العروض التقليدية في المهرجانات، والاحتفالات، والمناسبات الاجتماعية.
وساهمت تلك الجهود في زيادة عدد فرق الرزفة والأشخاص الذين يؤدونها.