تعكس العيالة الإرث الثقافي الثري لدولة الإمارات، وروح المروءة والشهامة التي تتميز بها حياة البادية، كما تعزز إعلاء قيم الكرامة والشرف. أصبح هذا الفن رمزاً لهوية دولة الإمارات العربية ووحدتها لأنه يجسد التراث والقيم الأصيلة للثقافة الإماراتية، وقد أضحى فقرة ثابتة ضمن الاحتفالات على اختلاف أنواعها.
معركة رمزية
يواجه المؤدون بعضهم في صفَّين متقابلين، يضم الصف الواحد 20 رجلاً أو أكثر يؤدون فن العيالة في لوحة أدائية رمزية تحاكي مشهد معركة، حاملين عِصِي الخيزران الرفيعة التي ترمز إلى الرماح والسيوف. يتناوب أفراد كل صف متلاصقين جنباً إلى جنب الحركات المتناغمة برؤوسهم وأكتافهم وأذرعهم الممتدة وعِصِيهم، في إشارة رمزية إلى النصر أو الهزيمة.
تعزف فرقة تقف بين الصفوف موسيقى شعبية تراثية على الآلات النحاسية والدفوف والطبول ويردد أفرادها أبياتاً من الشعر النبطي في إنشاد يُعلي قيم الشجاعة والفروسية. تختلف أنواع القصائد الإنشادية وفق المناسبة التي يُعقد فيها العرض الأدائي. ومن المعروف أن كل منطقة أو مجتمع محلي -ساحلياً كان أو برياً- له شكله الخاص من فن العيالة الذي يعكس بيئته. يظهر التنوع في هذه الأشكال ويتجسد في كلمات القصائد وطريقة إنشادها ونغمة إيقاعاتها، مع حدوث تغييرات طفيفة في نسق الحركة ونغمة صوت الأداء. يتحرك ضمن العرض مجموعة من الرجال يُطلَق عليهم الجويلة، أو "اليوّيلة" باللهجة الإماراتية، في دائرة واسعة وبخطى متناغمة على إيقاعات الطبول ملوحين بالعِصي.