الآه هله

تعتبر رزفة الآهلة من الفنون الشعبية التقليدية المعروفة والمميزة في دولة الإمارات، وقد اشتق معنى كلمة الآهلة على ما يبدو من الآهات أو الآه التي تعقبها عادة كلمة يا الله، بحيث قُلب حرف الياء إلى ها، والتعبير بالآه المصحوبة بكلمة يا الله، تعبير دارج يستعمله الإنسان عندما يشعر بمرارة الألم، أو عندما يفاجئه موقف مفزع ، فيعبر عن مفاجأته بهذه الآهات، التي تصدر منه بطريقة لا شعورية بـ "آه يا الله". وتحتل رزقة الآهلة المرتبة الثانية بعد العيالة من حيث الانتشار الشعبي في دولة الإمارات، كما توجد علاقة وثيقة بين رزقة الآهلة والعيالة، توحي لمن ليس لديه فكرة عن هذين اللونين، بأن الآهلة نسخة من رزفة العيالة، رغم الاختلافات والتباينات الواضحة في الأداء بينهما والتي من أهمها أن رزقة الآهلة لا تؤدى بمصاحبة الطبول وغيرها، وإنما تؤدى معتمدة على الأداء الصوتي، أي على وقع الأنغام والألحان، التي تتميز بها.

وتؤدى رزقة الآهلة في مختلف المناسبات، الدينية، والوطنية، والاجتماعية ومنها الأعراس واستقبال ضيوف الدولة ، أو تؤدى في مجلس الأبو الذي يرأس فرقة رزقة الآهلة، وتتألف رزقة الآهلة من مجموعة من الرجال، يتراوح عددهم من 40 إلى 60 شخصا تقريباً، ويبدأ أدائها بعد الانتهاء من صلاة العشاء وأداء رزفة العيالة، بحيث لا تؤدى أو تنشد مقامات الآهلة بالنهار، إذ يقوم المجتمعون وهم جالسون على الأرض في تشكيل حلقتين دائرتين متساويتين ومتباعدتين. ثم يبدأ الأبو بإلقاءمطلع من أبيات مشهورة ولحن يختاره لها، فتردده المجموعة الأولى ، ثم المجموعة الثانية لضبط الإيقاع واللحن، بعد ذلك ينهض الجميع مكونين صفين متقابلين ، ومحركين أجسامهم ، وعصياً من الخيزران بتناغم مع اللحن المختار، ويستمر الصف الأول في الإنشاد ، ويرد عليه الصف الثاني بجواب مع الآهات من بينها كلمة الآهلة مع مدها أثناءالأداء، وفي كل مرة يختار " الأبو" أبياتاً من الشعر تناسب أوزانها العروضية المقام الموسيقي الذي بدأ به . وقد جرت العادة – رغم تعدد وتنوع الأشعار التي تقال في فن الآهلة – أن يبدأ الأبو أو شاعر الفرقة بالبيتين الآتيين :

ياالله يذعاع النسيم إذنا ويبلغ العاشج هوى مطلوبه
لن العشق يدعي الثجيل إينا ولا يهتني بقوته ولا مشروبه

وهكذا فإن فن الآهلة من فنون الأداء المحلية بدولة الإمارات العربية المتحدة ، ويكاد لايشبهه فن آخر في منطقة الخليج ، وهوفن يؤدى ليلاً عكس فنون الأداء الأخرى .