كان الرجل أو رب الأسرة في الماضي يمارس هذه المهنة كلما دعت الحاجة لها في البيت، أو الحي والجيران، حيث يقوم بذبح الأغنام أو الحلال مستخدماً السكين بعد توجيه الذبيحة باتجاه القبلة ونحرها ، وبعدها تُعلق من أطرافها على عود البيت أو مكان مُعد للذبح، وتُسلخ وتقطع إلى قطع صغيرة وتُعد للطهي لأهل البيت، وفي مرحلة لاحقة ظهر(القصابون) الذين يمارسون هذه الحرفة وبيع اللحوم، وكانوا لا يبيعون اللحم إلا يوم الجمعة ، أما في شهر رمضان فكانت اللحوم متوفرة بشكل يومي.
ولايزال القصابون موجودين لوقتنا الحالي. وفي الماضي كانوا يمارسون مهنتهم (ذبح الذبائح) عند أطراف الخور، وكان المقصب عبارة عن مساحة رملية في الهواء الطلق، يثبت فيه القصابون الحطب لتعليق الذبائح وسلخها بعد أن يتم ذبحها، ويمارس القصابون مهنتهم في مواسم الأعياد والأفراح بذبح الأضاحي والعقائق في أطراف السكيك ووسط البيوت في الفناء أو بالقرب من مداخل البيوت، وبعض الأهالي يفضلون أن تذبح ذبائحهم أمام أعينهم. فقد اعتاد القصابون على التجول في الحارات لعرض خدماتهم على السكان وهم يحملون في أيديهم سكيناً حادة ذات نصل خشبي وساطور، وموضوعة داخل قطعة من الخيش ومربوطة بحبل يستخدم لتعليق الذبيحة بعد سلخها.
وكانت الذبائح رخيصة جداً وفي متناول الجميع، وقيمة الذبيحة بين الروبيتين والنصف والثلاث روبيات، ويتقاضى القصاب أجره عن كل ذبيحة يذبحها روبتين، ويكافئه صاحب الذبيحة أحياناً بإعطائه جزءاً منها مثل الرأس أو الأعضاء الداخلية أو الرقبة. وهناك فْئة من الرجال لديهم المعرفة والدراية بعملية الذبح، إلا أنهم لم يمتهنوا هذه المهنة، فهم يذبحون لعوائلهم، ويقدمون المساعدة لمن أراد من الجيران. ويتصف القصابون بصفات حسنة عند ذبحهم للذبائح وهي الرفق بالحيوان المذبوح وإراحة الذبيحة وإسقائها الماء قبل ذبحها، وعدم سن السكين أمام عيني الذبيحة. إضافة إلى ذكر اسم الله على الذبيحة لقوله الله تعالى: (ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه).