وهي جزء من طقوس واحتفالات النساء والفتيات وزينتهن.
زراعة الحناء:
تختلف أنواع الحناء باختلاف مناطق زراعتها وبالتالي باختلاف البيئة التي تعيش فيها هذه الشجرة ،وأفضل انواع الحناء النوع المزروع في المناطق الشمالية من الدولة، وفي منطقة الباطنة في سلطنة عُمان(1) ، وهنا تذكر الراوية شيخة الشامسي: (2) بأن الحنة في الماضي كانت تزرع على أطرف مزارع النخيل على شكل أعواد ،وبعد حشه "قصه " ينمو مرة أخرى بشكل أفضل. والحناء بشكل عام ينمو أسرع في فترة القيظ من فترة الشتاء، ويقص قبل ان تتكون البذور. وأوضحت الراوية شمسة راشد الشامسي: (3) في الماضي كانت زراعة الحناء تتم عن طريقة العامد ويزرع على طول عشرة أمتار تقريباً، ويأخذ في النمو قرابة الشهرين في فترة القيظ ، ويتأخر في النمو قرابة 3 شهور في فتره الشتاء بسبب برودة الجو.
اعداد خليط الحناء:
وحول إعداد خلطة الحناء تشير الراوية شيخة النعيمي: (4) بأنه بعد قص أوراق الحنه يتم تجفيفهاعلى مدار 3 أيام ثم توضع في مكان بعيد عن الشمس ، ويتم دقها ونخلها في الشيلة (وقاية) خفيفة، وأخذ الكمية المراد استخدامها ثم عجنها بالماء المثور" المغلي" بالليمون اليابس ، وتُترك لفتره قبل الاستخدام. وأضافت الراويه شمسة الشامسي: (5) عندما يحين وقت قصه في فترة الصيف يُجفف في الحوش لمدة يوم، و يتم "عسفه " (6) ويُملأ في "اليواني "(7) ويُحفظ، وفي بعض الأحيان يتم توزيعه لأي كان أو إهدائه لمحتاج . وفي حالة احتياج المرأة أو الفتاة للتحنية يتم دق أوراق الحناء بالمنحاز، و" يُنخل " بالقماش ، وتُعجن الكمية المطلوبة ويُحفظ المتبقي في العلب في الثلاجات ليدوم فترة أطول.
أشكال التزيين بالحناء :
تبرز بعض النقوش التقليدية في المناسبات الوطنيه ولدى الجدات .ومن أشهر النقوش في ذلك الوقت " الغمسة" وفيها تغمس اليد كاملة من الأمام والخلف بالحناء. و" القصة" وتكون على الأصابع ونصف أو كامل راحة اليد ، و" الشراع" وتكون على شكل مثلث ، و" الروايب" وتكون على أطراف الأصابع، و" التيلة" وتكون نقطة على شكل تيلة دائرية . و" حنة الكازوا" على شكل حبة الكازوا (8)
وتبرز أهمية الحناء كما تبين الراويه شمسة الشامسي (9) في العديد من الاستخدامات ، من بينها: آلام الرأس حيث توضع كمية بسيطة من عجينة الحنا على رأس الشخص ( الرجل ) للتبريد على رأسه خاصة في فترة الصيف بالإضافة إلى تُحنيه قاع الأرجل.
كما يستخدم في علاج آلام البطن التي تصيب النساء ، خاصة الحوامل في بداية شهور حملهن ، حيث تُسقى المرأة دواء مكوناته من الحناء والمحلب والصمغة ويُترك في كوب الماء حتى الصباح، ويُصفى وتشربه المرأة لمده 4 أيام ، ويساعد هذا الشراب في التخفيف من المغص ومن الآلام التي تصاحب الحمل. وتبين الراوية شيخة النعيمي (10) : فائدة الحنه للشعر حيث يُعطيه لمعان روهو بمثابة علاج لقشرة الرأس.
وهذا ماأكده الراوي الحظ الكويتي(11) بأن الأوليين قالوا : حنه النهار زينه وحنه الليل خزينه " علاج" .
أما النقوش الحديثة للحناء فقد اتخذت أشكالا متعددة وصارت المرأة تلجأ للصالونات من أجل الحصول على أحدث النقوش التي تتمازج مع النقوش المحلية والهندية والسودانية(12)، إلا أن النقوش التقليدية لازالت موجودة ونراها على أكف أمهاتنا و في المناسبات الوطنيه والاحتفالات التراثيه .