راعي الجسيف: لقب عرف به الشخص الذي كان يقوم بتجفيف الأسماك بأنواعها ثم يبيعها، إذ كان يحضر الأسماك من البحر ويقوم بعملية تعريضها لأشعة الشمس لفترة زمنية حتى تجف ، واستخدامها بعد ذلك في الطعام أو تسميد الأشجار .
ويبرز هذا النشاط في فصل الشتاء حيث تكثر فيه أنواع كثيرة من الأسماك قرب السواحل وعلى أعماق قريبة لاسيما أسماك البدح والقابط والصافي والنيسر والبياح فيقوم الصيادون بصيدها بواسطة الشباك الكبيرة وتشريحها وتمليحهاوإعدادها للتخزين.
وتشتمل هذه الإجراءات شق السمكة إلى نصفين، ونزع الأحشاء الداخلية للسمكة وتنظيفها وحشوها بكمية كبيرة من الملح حيث يعمل الملح على سحب الماء من السمك وزيادة حموضته وقتل ومنع أي جراثيم من الدخول إلى السمكة، بعد ذلك يقوم الحرفي بعملية التجفيف إما بتعليقالسمكة في الهواء بواسطة حبل أو وضعها على حصير على الأرض بشرط تأن الأرض جافة ، والمكان معرضاً للهواء الطلق، ومن المعروف أن سمك الكسيف يظل صالحاً للأكل لعدة أشهر إذا حفظ جيداً ويمكن أكله دون طهي. كما أن الأسماك المجففة زوادة في الطرق الطويلة للمسافرين بين المناطق المختلفة، وقد كان سكان المناطق البعيدة عن البحر يقايضون بضائعهم بأنواع السمك المالح والمجفف والاحتفاظ به في بيوتهم يمكن تناوله في أي وقت.