صناعة الجراب واستخداماته

صناعة الخوص واحدة من الصناعات التقليدية التي تنتشر في الإمارات وبخاصة في المناطق التي يوجد فيها النخيل، والخوص كان يعتبر من ضروريات الحياة في الماضي، لذا كانت المرأة تؤمن معظم احتياجاتها من منتجات الخوص على اختلاف اشكالها، (1) ومن ضمن منتجات الخوص التي تستخدم لتخزين التمر:  الجراب. 
وحول كيفية صناعة جراب التمر من خوص النخل يقول أحد الممارسين: يصنع الخصف من جريد النخل المضفور، وحين يملأ بالتمر الطازج يطلق عليه «يراب» أي جراب، ويرب التمر «جمع يراب» له أحجام مختلفة، بعضها يتسع لأربعة أمنان، والنوع الكبير حجمة يسع سبعة أمنان.
وفي موسم حصاد التمر يتعاون الأهالي قديماً على ملء اليرب، ويقال عن هذه العملية (الحشيد) حين يحتشد المزارعون لهذا الغرض فيقدم لهم صاحب المزرعة الطعام ، ويؤكد أغلب الإخباريين أن مذاق التمر وهو في «اليراب» يختلف عن وجوده في الأكياس والعلب البلاستيكية.
و كان نسج الخصف في الماضي يبدأ مع قرب انتهاء موسم الرطب، حيث يقوم المزارعون رجالاً ونساء باستخلاص الخوص من الجريد، والجريد المسحول (الزور)، وبعد عملية السحال تقوم النساء من أهل الخبرة والتخصص بسف الخوص ليصل طوله إلى ما بين عشرة إلى خمسة عشر باعاً حسب نوع وحجم الخصف وبعد عملية السف يقوم المزارع بجدله ليصبح جراباً (2). ويتم تطويعه من خلال وضعه في الماء لمدة 3 ساعات، ليصبح ليناً وبعد ذلك يتم تعريضه للشمس لعدة أيام حتى يجف، وعندما يجف، يقوم المزارع بعملية التصنيع، التي تستغرق يوماً كاملاً أو أقل حسب الحجم المطلوب، حيث يبدأ العمل بصنع جديلة طويلة وعريضة من السعف متناسقة الحجم، وقد يختلف عرضها حسب نوع الإنتاج، وكلما زاد العرض زاد عدد أوراق الخوص المستعملة. (3)

وتضيف إحدى الراويات: يصنع الجراب من الخوص وتتم خياطته بالسرد، ويخزن فيه التمر بعد تغميره (4) في الشمس، فيحفظه من أول الموسم إلى الموسم الجديد، وبعض الأسر تستخدم الجراب لوضع اللحم بعد شويه بالتنور. وللجراب استخدامات كثيرة منها: حفظ التمر وحمل السامان "الأغراض". والجراب إذا كان ممتلئاً بالتمر أطلق عليه جراب، وإذا كان فارغاً أطلق عليه خصف.(5)