المحنّيه : وهي المرأة التي تقوم بوضع الحناء على أيدي النساء بطريقة الرسم والنقوش لغرض الزينة ، وذلك في الكثير من المناسبات والأفراح وهي من التقاليد المعروفة في الإمارات والكثير من دول الخليج وغيرها. حيث تقوم المحنية بعمل الحنّاء وذلك بجلب أوراق الحناء من شجر الحناء أو شراء أوراق الحناء من الباعة، ثم تقوم بغسلها وتنظيفها من الغبار وتجفيفها ووضعها في المنحاز أو ما نسميه "الهاون" لدقها وتنعيمها ، يلي ذلك تنقية الحناء من الشوائب بواسطة شيلة سوداء ناعمة تسمح للحناء الناعم بالمرور من فتحاتها الصغيرة .
كما تقوم الحناية بعملية تحضير عجينة الحناء بخلط الحناء الناعم بالماء المغلي وبالليمون اليابس أو الطازج، ثم تعريضه للشمس ساعة كاملة ، بعدها يصبح جاهزاً لوضعه على اليدين والرجلين للزينة ، علماً بأن المحنية تحصل على أجر مقابل عملها هذا.
يستخدم الحناء في الأعراس والأعياد وغيرها من المناسبات في العديد من الأغراض ، من أهمها العلاج من بعض الأمراض، فالرجال يستخدمون الحناء كعلاج ، ومنهم الأشخاص الذين يمارسون أعمالاً تتطلب التعرض للشمس وتقلبات الطبيعة ، مثل : الملاحون والحدادون والمزارعون حيث تفيدهم الحناء في الشفاء من التشققات التي تحدث في باطن أيديهم وأرجلهم من جراء أعمالهم ، وتعرضهم للسير على الرمال الحارة لاسيما في فصل الصيف.
تقول الراوية اليازية في هذا المجال : فوائد الحناء كثيرة للرجال والنساء والأطفال، أما الرجال يتحنون أسفل أرجلهم "قاعة رجولهم" وذلك عن حرارة الشمس اللاهبة "الرمضة" وهو علاج للعيون أيضاً، كما يوضع الحناء على الرأس لأنه يبرد على الشخص، أما بعض النساء فيضعن الحناء بعد عودة أزواجهن من السفر أو من مكان بعيد ، والبعض يتحنى في أي وقت للزينة. كذلك يوضع الحناء للطفل عند طلوعه من الأربعين ونخلط مع الحناء الكركم، وكما هو معروف بأن الكركم له فؤائد كثيرة ويضاف الورس كما يضيف البعض أيضاً المحلب والملح والمرة.