الى الخلف
المهارات المرتبطة بالفنون الحرفية التقليدية
detail banner

أثاث البيت التقليدي

نظرة عامة

الصور

أثاث البيت التقليدي

استمع للصفحة
اعتمد أغلب أثاث البيت التقليدي قديماً على المواد الخام المتوافرة في البيئة الصحراوية المحلية، وقد أثبت سكان دولة الإمارات قديماً مهارات فائقة في تصنيع أثاث بيوتهم بتحويل ما حولهم إلى مواد خام ممكن الاستفادة منها.

ومن أهم أثاث البيت التقليدي القديم المندوس، وهو صندوق يُستعمل لحفظ الملابس وأغراض الأسرة الثمينة. ويُصنع عادة من أنواع مختلفة من الأخشاب مثل خشب الساج أو الأبنوس أو الصنوبر، وله غطاء متحرك مثبت بمفصلات من الخلف، وبالتالي يتحدد سعره وقيمته بحسب نوعية الأخشاب المصنوع منها، ويتم تزيين المندوس بمسامير صغيرة، وقد يزين ببعض الأشكال الأخرى المصنوعة من النحاس والمعادن الأخرى، أما بعض الصناديق فتزين بنقوش ونحوت خشبية، وأحياناً يكون للمندوس أربعة أرجل ليرتفع عن الرطوبة والبلل وليسهل تنظيف الأرضية تحته دون الحاجة إلى تحريكه، كما أن البعض منه يحتوي على ثلاث أو أربع أدراج، والبعض يُقسم إلى عدة أجزاء من الداخل لحفظ أغراض مختلفة. وكانت أغلب المناديس تستورد من الهند، والقليل منها يأتي من زنجبار وإيران وباكستان، كما كان يتم تصنيع البعض منها في ساحل عمان ومناطق أخرى من الخليج العربي.

 

ومن بين الأثاث التقليدي هناك نوع من الصناديق يُصنع من المعدن بأحجام مختلفة، ويزين في الغالب برسومات ونقوش جميلة، ذات ألوان زاهية، يُعرف بـ "السحارة، وتُستخدم قديماً لحفظ الملابس والأغراض الخاصة بالأسرة، حيث تُوضع في الغرفة الرئيسية.

 

أما الوسائد أو"المواسد مفردها وسادة"، فهي تُصنع من القماش، ولتغدو مريحة كانت تُحشي بالقطن أو قطع من القماش، كما كانت تُحشى أحياناً بحببيات شجر الآراك التي تكثر في أنحاء من دولة الإمارات، وتحمل على أغصانها حبيبات صغيرة بيضاء اللون أسفنجية الملمس. ومن قطع الأثاث المهمة ما يُسمى الحصير، وهو عبارة عن بساط عريض يبلغ عرضه حوالي المترين وطوله قد يصل إلى 5 أمتار تقريباً، ويُصنع من خوص النخيل الغليظ على شكل خطوط طويلة، كما يُصنع أحياناً من أشجار أخرى. ويُستخدم قديماً في فرش أرضيات الغرف، كما يُستخدم لفرش أرضية المنامة، ويُغسل فيه الميت، ويُستخدم أيضاً للجلوس عليه في الفناء كذلك كانت تُستخدم أنواع منه في سقف الغرف أو تغطية الخيم من الأمطار.

 

أما السمة فهي عبارة عن بساط كبير، يُصنع من خوص النخيل ويكون بأحجام مختلفة، أكبرها قد يصل إلى 5 أمتار تقريباً، بحيث يكفي لفرش أرضية خيمة كبيرة، وتُصنع السمة من أشرطة طويلة تجدلها المرأة من خوص النخيل، وتزين بألوان وأشكال عديدة. وتُسمى الواحدة من الأشرطة سفة، ويحدد عرضها وطولها حسب نوعية المنتج المراد صنعه، ثم تقوم المرأة بخياطتها أو تشبيكها مع بعضها البعض، وذلك باستخدام سعف النخيل الناعم، والتي تُغمر في الماء فترة من الزمن حتى تصير لينة ومرنة، وعادة تُستخدم السمة لفرش أرضية البيت.

 

ومن ضمن أثاث البيت ما يطلق عليه "المنز"، وهو عبارة عن عيدان من جريد النخيل، موصولة مع بعضها البعض بالحبال التي تُصنع أيضاً من ليف النخيل، وتُشكل على هيئة سرير صغير، يُستخدم لوضع الأطفال أو حملهم عليه بواسطة أيادي من السعف. ويوجد في البيت التقليدي الدرج وهو عبارة عن سلم يُصنع من سيقان وفروع الأشجار، ويربط كل درج بشكل جيد بحبال مصنوعة من خسف النخيل، وهناك أنواع قصيرة منه، بعضها مجرد ساق شجرة منحوت، وهو يُستخدم للصعود للمنامة والتي لا يزيد ارتفاعها عن المترين عن الأرض والتي تشيد في فناء المنزل. أما لتعليق الملابس يُصنع ما يعرف بـ "غْدَان أو الغدان" وهوعبارة عن خشبة معدلة بطريقة معينة، يربط أحد طرفيها في جدار الخيمة من الداخل، والطرف الآخر في الجدار المقابل، ثم توضع عليها الملابس، والمطارح، والساحة، والخرج، والياعد وغيرها من الأغراض.

 

وفي كل بيت لابد من وجود الزولية أو السجادة وهي عبارة عن بساط أو فرشة مستطيلة الشكل، تُصنع من الخيش أو الجلد، وأحياناً تُنسج من صوف الماعز وتزين برسومات ذات ألوان جميلة، وتكفف أطرافها، ثم تُستخدم للجلوس عليها، كما يتلحف بها الناس من البرد، وتُستخدم كذلك للصلاة عليها.

 

وهناك أغراض عديدة ضمن أثاثات البيت، تُصنعها النساء من سعف النخيل، وتزركشها برسومات مختلفة وألوان زاهية، مثل المهفة وهي عبارة عن مروحة يد، تُستعمل للتهوية. والمكنسة أو المخمه أو المكشه، التي تُستخدم كأداة لتنظيف البيت من الأوساخ. ويسمونها العسوإذا صُنعت من فروع النخيل بعد أخذ التمر منها، وتُستخدم مثل المخمة في تنظيف البيت أو لنظافة المزرب "مكان الحيوانات". ومن سعف النخيل أيضاً، تُصنع الجربان وهي عبارة عن وعاء يحمل فيه التمر، يُصنع من سعف النخيل، ويكون بأحجام مختلفة، كما أنّ هناك أيضاً من سعف النخيل الجفير، والزبيل، والقفة وكلها أوعية أسطوانية على شكل سلال، تُصنع بأحجام وأشكال مختلفة حسب الأغراض التي تُستخدم فيها، ولكنها في الغالب تكون بفتحة وتُستخدم لحمل الخضروات أو الأسماك من البحر، أو تُستخدم لجمع الرطب من عذق النخلة، كما يُستخدم بعضها لحمل الرمل لبناء البيت. وأيضاً هناك مصنوعات تُصنع من سعف النخيل بأحجام مختلفة، وتُستخدم لأغراض أخرى مثل المشب الذي يُستخدم لإشعال النار وتحميتها، أو لتحريك الهواء لتبريد الطعام وبخاصة للأطفال، في حين المغطى أو المغاطي وهو الغطاء الذي يحمي المائدة من الحشرات، والسلة ومعها الغطي الذي تغطى به، وتُستخدم عادة لحفظ الملابس والأغراض المختلفة، والمغمره وهي سلة يغسل فيها التمر ويترك ليجف، والكاشونة أيضاً سلة طويلة يُوضع فيها الرطب.

 

وهناك أوعية تُصنع من الجلد مثل الهبان والمندبان، والمورس، والعبيبة، وكلها أوعية تُستعمل لحفظ أغراض مختلفة منها حبوب القهوة، والارز "العيش" أو البر"القمح" وغيرها من الحبوب والمواد الغذائية، وكذلك الظرف الذي يُوضع فيه السمن، والجربة لحفظ الماء، والمقرص أو المخض لخض الحليب. كما أنّ هناك أدوات الإنارة ومنها الفنر والصلبوخ والقراعة وهما حجران أشبه بالجرانيت والرخام وبينهما مادة كالحرير، تُستخرج من ثمرة الأشخر أو يُوضع فتيل من القطن بينهما لإشعال النار. ليس ذلك فحسب فهناك القدور من النحاس لطبخ الطعام، والصحون من الخشب لتقديمه، والأدوات اللازمة مثل عدد من الخاشوقة "الملعقة" والملاس " ملعقة طويلة لتحريك الطعام، والرحى لسحن الحبوب والبزار "البهارات" بالإضافة لدلال القهوة والفناجين والأدوات التي تساعد في صنعها.



اضغط هنا لقراءة الإستمارة