قلعة المربعه:
تميزت الحصون والقلاع قديماً كونها مقارات للحكام، وأماكن حصينه ضد الأعداء، وتقام في ساحاتها الاحتفالات في المناسبات والأعياد.
1- وكما جاء في كتاب الحصون والقلاع في دولة الإمارات العربية المتحدة – علي محمد راشد – الإمارات العربية المتحدة – وزارة الإعلام والثقافة – الإدارة الثقافية – ط1 – 1992.
إن قلعة المربعة تشكل نموذجاً للقلاع القديمة وقد أنشئت بأمر المغفور له الشيخ زايد عام ألف وتسعمائة وثمانية وأربعين لتكون برجاً للمراقبة وقاعدة للحرس ثم مقراً لشرطة مدينة العين.
عادة ما يطلق على القلعة كلمة الحصن، إذ أن القلعة هي البناء الرئيسي في المدينة المُحصَّن والقادر على رد الاعتداءات. والقلعة لها وظائف أخرى، فهي مقر حاكم البلاد، وتوجد بها المحكمة التي تحتوي على جانب يستعمل للتوقيف والسجن. وكانت في الماضي تعتبر مركز المدينة. وعادة ما تكون ساحتها هي الساحة العامة الرئيسية حيث تقام الاحتفالات المختلفة بالمناسبات الرسمية والدينية. وفيما يتعلق بتسمية القلاع فهي إما أنّها سُمّيت باسم القبيلة التي أقامتها، أو باسم الحاكم الذي بناها، أو أنها أخذت اسم المكان الذي أُقيمت فيه. وبالنسبة لقلعة المربعة فقد استمدت اسمها من البرج الكبير الذي يأخذ شكل المربع. وقد تم بناؤها عام ألف وتسعمائة وثمانية وأربعين بتوجيهات من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان عندما كان حاكماً للمنطقة الشرقية.
2- وورد في كتاب دراسات في آثار دولة الإمارات العربية المتحدة – ناصر العبودي – الطبعة الأولى 1990.
الهدف من بناء قلعة المربعة:
بُنيت القلعة في بادئ الأمر كي تكون برجاً للمراقبة وقاعدة للحرس ، كما كانت تشكل نقطة تجمع لسكان المدينة حيث كانت تشهد تنظيم الأعراس والاحتفالات والمناسبات الدينية واللقاءات الرسمية . كما أنها استخدمت لفترة زمنية كسجن ومركز للشرطة، هذا بالإضافة إلى استعمال ساحتها الأمامية للحفلات والرقصات الشعبية.
3- وحسب ما جاء في كتاب ندوة الحفاظ على التراث العمراني في دولة الإمارات 3- 5 يونيو 1995 – البرنامج العام – بلدية دبي – للدكتور وليد ياسين التكريتي - مطبعة بن دسمان.
مكونات القلعة وصفها المعماري:
يحيط بالقلعة سور سميك مرتفع، وتقع البوابة الرئيسية في منتصف الجدار الغربي تقريباً، وهي عبارة عن بّوابة ضخمة مرتفعة من خشب التيك ومحلاة برؤوس المسامير الحديدية. ثم يأتي الحوش من الداخل ويقع في الجهة الجنوبية من البوابة مبنى على الجدار من طابق أرضي ويحتوي عدداً من الفراغات الداخلية أما مبنى القلعة الداخلي فيقع في الجهة الشمالية. وتشغل القلعة مساحة مستطيلة الشكل وتسمى المربعة.
ويتكون مبنى القلعة من ثلاثة طوابق تضم مجموعة من الغرف والمجالس. وبالنسبة للطابق الأرضي يتكون من مدخل رئيسي من الخشب يؤدي إلى ثلاث غرف. وتكثر في هذا الطابق "الروزنات" وهي عبارة عن تجاويف في الحائط توضع فيها الأغراض والحاجيات.
أما الطابق الأول فيحتوي على ثلاث غرف وفيه فتحات خشبية على شكل نوافذ "درايش" وظيفتها التهوية ودخول الإضاءة. وهناك فتحات جِصّية في الجدار وتتميز بالزخارف المختلفة، وكذلك نجد فتحات أخرى صغيرة ويسمونها "المصابيح" وتستخدم للتهوية في السلم، والمراقبة وتوجيه البنادق من خلالها أثناء الحرب. أما الطابق الثاني فيتكون من غرفتين تحويان عدداً من الفتحات والروزنات. والزخارف كثيرة فوق البوابة الرئيسية للقلعة وتأخذ أشكالاً هندسية. كما توجد الزخارف الإسلامية المجردة على الأبواب الخشبية وخصوصاً على البوابة الرئيسية للقلعة، حيث نجد النجمة الإسلامية المثمنة. ويتميز القوس الممّوج عند المدخل الرئيسي للقلعة بسقف تقليدي مصنوع من أغصان النخيل والحصائر المنسوجة من سعف النخيل. أما العريش الذي تم بناؤه حديثاً والذي يمكن رؤيته من أحد جانبي البرج الرئيسي فيعتبر مثالاً جيداً للهندسة الإماراتية التقليدية.
4- وفي إحدى المقابلات التي أجريت مع السيد سالم بن حمد الظاهري في سوق العين بتاريخ 1/7/2009 وصف كيف تم بناء القلعة حيث كانوا يحفرون الأرض لكي يحصلوا على الطين "المد"، وفي حفرة كبيرة وواسعة كانوا يضعون المدر والتبن والماء ويخلطونه عن طريق دوسه بالأرجل حتى يتماسك ويأخذ شكل العجينة الصلبة التي تسمى "غيله" ويصبونها في قوالب خشبية ذات حجم معين ثم يرفعون الخشب ويتركون اللبن حتى يجف ومن ثم يستخدمون تلك الطابوقات في البناء.
كما كانوا يضعون معاريض من جذوع النخل في السقف وفوقها الدعون ويكون خوص الدعون للأعلى وفوق الدعون الليف، وفوق الليف المدر المخمر.
وكل ذلك حتى لا يحدث تشقق في الأسقف أو الجدران ولكي لا يؤثر فيه المطر.
وأرجو أن أنوه أن كل تلك المواد المتعلقة بالنخيل كانوا يجلبونها من شجر النخيل من منطقة القطارة ومنطقة الجيمي ومن منطقة نخيل العين آخذين بعين الاعتبار عدم استخدام الحصى والجص في بناء هذه القلعة.
5- وحسب ما ورد في كتيبات ونشرات موجزة عن هيئة أبوظبي للثقافة و التراث / إدارة التراث المعنوي سنة 2008.
ومن أجل المحافظة على طابعها المعماري القديم المميز قامت دائرة الآثار والسياحة بالعين بعمليات ترميم القلعة بواسطة المواد المحلية القديمة التي استخدمت أثناء إنشائها. وكذلك تمت معالجة الأبواب والشبابيك والفتحات الجصية لكي تستطيع مسايرة العوامل الجوية. وهذه القلعة نجدها الآن بعد الانتهاء من عملية الترميم قد تم توظيفها في وظيفة معاصرة تساير روح العصر وتندرج ضمن خطة التنمية حيث وظفت لتصبح مركزاً من مراكز الشرطة، وتقام فيها فعاليات تراثية طول العام، كما يوجد فيها معرض يعبر عن أدوارها المختلفة في حقب زمنية.
وباختصار فإن هذه القلاع والحصون تعكس نوعاً من التراث الإماراتي القديم، كما أنها تعكس مدى تكيف الأجيال القديمة مع أساليب معيشتها التي غلبت عليها البيئة الصحراوية القاسية.