متحف العين

1- وكما ورد في كتاب الحصون والقلاع في دولة الإمارات العربية المتحدة، للسيد علي محمد راشد، الإمارات العربية المتحدة، وزارة الإعلام والثقافة، الإدارة الثقافية، 1992. أن الهدف من إنشاء المتحف:

المحافظة على الآثار القديمة، وإبراز الجانب التراثي والحضاري لدولة الإمارات، علاوة على تزويد أبناء الشعب بالمعلومات الوافية عن الحياة اليومية التي عاشها الأجداد في الماضي ونشر ثقافة الإمارات عالمياً من خلال إعطاء الزائر فكرة شاملة ووافية عن التراث والثقافة الإماراتية عن طريق نشرات تحوي معلومات قَيّمة عن الآثار التاريخية في أماكن عدة من دولة الإمارات، وكذلك عن طريق شرح وافٍ من قبل موظفين مؤهلين وحريصين كل الحرص على تحقيق هذه الأهداف المنشودة. 

2- وكما ورد في كتاب دليل متحف العين، إدارة الآثار والسياحة، للدكتور وليد ياسين التكريتي، مطبعة الخليج ، الإمارات العربية المتحدة، 1996. أقسام المتحف ومكوناته:

أن المتحف يضم قسمين رئيسيين وهما:

1- القسم الاجتماعي " الاثنوغرافي ": ويحتل الجانب الأيمن من المتحف، ويشكل جزءاً من القاعة الثانية. ويروي هذا القسم أو الجناح قصة شعب الإمارات في مرحلة ما قبل اكتشاف النفط والمراحل التي مر بها منذ ولادته. ويلاحظ الزائر في هذا القسم خِزانات للعرض تبدأ بعرض زمن الطفولة والتعليم حيث يشاهد مجسماً يمثل الأم وهي تعتني بطفلها الرضيع في مهده أو ما يسمى "المنز" الذي كان يُغَطّى بقماش شفاف خفيف الوزن لحماية الطفل من لسعات البعوض والحشرات. ثم يشاهد في مجسمات أخرى المراحل التقليدية لبداية تعليم الطفل على يد المطوع وتحفيظه السور القرآنية. ويحتوي هذا القسم أيضاً على بعض الحلي والمجوهرات التي كانت تتزيّن بها النساء. ومن ضمن هذه المعروضات "دولار ماريا تريزا " الذي يعرف محلياً بالريال الفرنسي وعليه ختم عام 1780 حيث كانت النساء يلبسن قلائد مصنوعة من هذه الدولارات. وفي خزانة كبيرة هناك مجسم لعروس بلباس الزفاف مع حليها الذهبية ومواد التجميل. كما يصور هذا القسم الاجتماعي الأدوات الزراعية التقليدية. المعروضة في إحدى الخزائن مثل المحراث اليدوي الذي يجره الثور، ويصور عملية استخراج الماء من البئر بواسطة الدلو، وكذلك بعض الأدوات كالمنشار والمثقب والأزميل وأدوات القطع وعدد من السكاكين. وفي خزانة أخرى نماذج من الأعشاب والأدوية الشعبية ومنها الزعتر والحبة السوداء والحلبة والصبر وجوزة الطيب والحلول والصمغ والشبّة وغيرها. وفي هذا القسم جناح الأسلحة الذي نشاهد فيه نماذج مختلفة من السيوف والسهام والتروس والدروع، وبنادق متنوعة وفؤوس وخناجر. ثم هناك جناح الصيد بالصقور حيث يوجد مجسم لصقر كبير "الشاهين"، ومجسم آخر لطائر الحباري. وفي خزانة مجاورة مجسّم لصقّار يحمل الصقر على المنقلة، ومجسمات أخرى لمصائد تستعمل لصيد الثعالب.

2- قسم الآثار "الاركيولوجي": ويشمل القاعتين الثالثة والرابعة ويعرض هذا القسم الآثار التاريخية للإمارات ويعتبر سجلاً يحكي قصة الحضارات القديمة التي توالت على أرض الإمارات عبر آلاف السنين بتسلسل زمني مبتدئاً من:

أ - العصر الحجري الحديث: وهي الحقبة الزمنية المحصورة بين الألفين السادس والرابع قبل الميلاد حيث تشير الأبحاث التي قام بها مؤخراً كل من البروفسور هانس بيتر اوريمان  و مارجريت اوريمان من جامعة توبنجن في ألمانيا، تشير إلى أنه كان للإنسان وجود في منطقة جبل الفاية في إمارة الشارقة منذ أيام العصر الحجري القديم. كما تبرهن أقدم المكتشفات عن وجود مستوطنات تعود إلى 7500 سنة خلت. وتتكون هذه المكتشفات من أدوات حجرية ومكاشط حجرية ورؤوس سهام.

ب - العصر البرونزي: ويمثل في المعرض في متحف العين أدواراً ثلاثة: حقبة حفيت وحقبة أم النار وحقبة وادي سوق. ومن مكتشفات حفيت المقابر التي تبدو على شكل أكوام من الحجارة فوق سطح الأرض ، وعرض مجموعة من الأواني الفخارية التي تم العثور عليها داخل تلك المقابر التي تؤرخ بالحقبة ما بين 3200 – 2700 قبل الميلاد. وفي مدافن هيلي الممثلة في متحف العين يُشاهد لكل مدفن من هذه المدافن مَدْخلان يؤديان إلى الحجرات الداخلية التي كان يُقبر فيها الموتى. وعثر داخل المقابر على أنواع مختلفة من الفخار ومجموعة من أدوات الزينة تحتوي على قلائد من العقيق الأحمر. كما نجد آثاراً اكتشفت في جزيرة أم النار وتتمثل في سنارات صيد السمك ونقالات الشباك ومثاقب وأبر خياطة وشفرات برونزية وكميات كبيرة من الفخار وعظام الحيوانات، وهناك  آثار من مدفن القطارة بمدينة العين أبرزها دلايات مصنوعة من الذهب على شكل حيوانات.

ج - العصر الهلنستي: وهو العصر الذي امتزجت فيه الحضارة الإغريقية بالحضارات الشرقية. ونشاهد من آثار هذا العصر معروضات متنوعة مثل جرّة مزججة باللون الأخضر، وأطباق من الفخار وزمزمية وخنجر وعدد من السهام المصنوعة من الحديد. وفي معرض قسم الهدايا نشاهد مجموعة من الهدايا التي قدمت زمن المغفور له الشيخ زايد من ملوك ورؤساء الدول الشقيقة والصديقة ومنها مجموعة قيّمة من الآثار الإسلامية وتشمل عدداً من المسكوكات الذهبية والفضية وأواني من الخزف والزجاج ونموذج قارب مُطعَّم بالعاج، ومجسّماً لنسر كبير، ومجسماً آخر لنخلة من الذهب. 

3- قسم البترول: ويضم هذا القسم مجموعة من الشرائح المصورة المضاءة التي توضح طريقة تكوين البترول وتكريره، كما يوضح ما يتم تصنيعه من خامات البترول. وهذه المجموعة قدمتها شركة نفط أبوظبي "أدما" لمتحف العين.

الجهة التابعة لها :

يتبع متحف العين الوطني لدائرة للثقافة والسياحة - أبوظبي، وقد تم تشييده على ارض تبلغ مساحتها 1200 متراً مربعاً.

مواعيد الزيارة:

يفتح المتحف أبوابه للزوار طيلة أيام الأسبوع من الساعة الثامنة صباحاً إلى الساعة السابعة والنصف مساءً ما عدا يوم الجمعة الذي تبدأ فيه ساعات العمل من الساعة الثالثة بعد الظهر إلى الساعة السابعة والنصف مساءً ويغلق أبوابه أمام الزوار يوم الاثنين من كل أسبوع .

3- وفي مقابلة ميدانية مع الدكتور وليد ياسين اسماعيل الملقب بالتكريتي رئيس قسم الآثار في متحف العين الوطني، بتاريخ 22/10/2014، الساعة الحادية عشرة صباحاً في مكتبه في متحف العين الوطني حول تأسيس متحف العين الوطني أفاد بأن الافتتاح الرسمي للمتحف كان في سنة 1971، غير أن تأسيس المتحف هو أقدم من ذلك ويعود إلى سنة 1969. ويقول الدكتور وليد أن قصرالحصن في ابوظبي كانت بداخله بعض المعروضات البسيطة التي انتقلت بدورها مع انتقال متحف الحصن إلى متحف العين. ومتحف العين كان قد أمر بإنشائه المرحوم الشيخ زايد بن سلطان طيب الله ثراه حيث بدأ العمل بإنشائه سنة 1969 وتم انجازه في سنة 1971، وكذلك افتتاحه في نفس العام.

ونوّه بأن تطور المتحف بدأ بشكل بسيط مراعيا الامكانات والقدرات الذاتية المحدودة. وقد بُذلت جهود كبيرة للمحافظة على المعروضات، وكذلك تمت إعادة كتابة بعض البطاقات التعريفية، والمحافظة على بعض الخرائط والصور. ثم عملوا على تزويد المتحف بقطع أثرية جديدة، وأعادوا ترتيب التسلسل الزمني للمعروضات، واشتغلوا على عملية التوثيق، وتم تسجيل كل قطعة أثرية في المتحف في سجل خاص سواء في قسم الآثار أو التراث وأعطي لها رقم خاص بها. 

4- وفي المقابلة الميدانية عند السيد عتيق بن حليس الظاهري و والدته، بتاريخ 16/10/2014، الساعة العاشرة صباحاً في بيته في منطقة الصاروج في مدينة العين.

حول المتحف وتاريخ تأسيسه، أجاب السيد عتيق أن المتحف تم تأسيسه في أوائل السبعينات، أما محتوياته فتذكر أم عتيق أن المواطنين تعاونوا في جمع الأشياء التراثية في المتحف، وعلى سبيل المثال سارعت النساء اللواتي لديهن براقع مزينة بحروف من فضة أو حروف من ذهب، أو مراصغ بأنواعها المختلفة سواء من فضة أو من ذهب أو من خرز إلى تزويد المتحف بها، كما سارع البعض إلى احضار بعض الأواني الأثرية القديمة، وأنواع اخرى من الأشياء المستعملة في سحب الماء من الطوي(البئر) مثل أدوات  اليازره وما إلى ذلك، وكان الأهالي يتقاضون بعض المال جرّاء جلب هذه الأشياء.  وينوه السيد عتيق أنه زار المتحف مع زملائه التلاميذ في المدرسة النهيانية سنة 1972 وشاهد عن كثب كُل المحتويات الآثرية.

ويضيف أن المتحف بدأ صغيراً، ثم تم توسيعه بالتدريج في السبعينات. وقبل بناء المتحف كانت الساحة الموجود عليها المتحف الآن خالية من الأبنية، ولم يتواجد فيها سوى مدفع واحد كبير استخدم في مناسبات الأعياد و الاحتفالات، وبئر ماء خاص للخيول. وحدث أن الجدار الطيني القديم الخارجي بدأ يتصدع فتم هدمه وبناء جدار أسمنتي كبير على مساحة أوسع والموجود حالياً على القلعة والمتحف.

وتستمر أعمال مشروع ترميم وتطوير المتحف الذي تشرف عليه دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي إلى الربع الأخير من سنة 2020. ويهدف إلى تعزيز المكانة الثقافية لهذا الصرح التاريخي العريق، وتطور إمكاناته البحثية وأعمال حفظ وصون الآثار والاستفادة من أحدث التقنيات المتوفرة للإرتقاء بأسلوب عرض المقتنيات بما يليق بمكانته باعتباره مناره ثقافية لأجيال المستقبل.