شهد قصر المويجعي، الكائن في الجهة الغربية لمدينة العين، مرحلة مهمة في تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة، ويمثل بناؤه نموذجاً راقياً لفن العمارة التي كانت تعتمد على الطوب/اللبن في أوائل القرن العشرين.
شُيد قصر المويجعي في عهد الشيخ زايد بن خليفة الأول (1855-1909) على يد ابنه الشيخ خليفة بن زايد بن خليفة. وبعد تولي المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب اللَّه ثراه، منصب ممثل الحاكم عام 1946 في منطقة العين، انتقل للإقامة في قصر المويجعي ليصبح بيتاً لعائلته ومقراً لحكمه.
وُلد ابنه الأكبر، صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، في قصرالمويجعي بعد عامين، حيث أمضى أكثر أيام الصِبَا في هذا القصر ينهل من فكر والده في القيادة الحكيمة والسياسة.
القلعة
كان مبنى القلعة بارزاً ورائعاً رغم بساطته، إذ كان يتميز بهيكله المربع وأبراج الزوايا البارزة وبوابة المدخل الكبيرة. وكان يُستخدم كديوان (مجلس أو مقر للحكم) ومقصد لاجتماع الناس.
أدخل المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب اللَّه ثراه، الكثير من الإضافات إلى القلعة، الأمر الذي يعكس أهميتها المتزايدة كمقر رئيسي للحكم في المنطقة ومجلس للمناقشات ومكان لاستقبال الزوّار ومركز للشورى واتخاذ القرار. فأمر بإنشاء مبانٍ جديدة للديوان ومطابخ جديدة وبتوسعة غرف الضيوف حتى تستوعب الأعداد المتزايدة من الزوّار.
كما أمر بتوسعة المسجد، ثم زادت أهمية قصر المويجعي باعتباره مقصداً مجتمعياً يلتقي فيه الناس للصلاة والاحتفال.
بعد تولي المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، حكم أبوظبي عام 1966، انتقل مع ابنه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان إلى أبوظبي
شهد هذا الصرح في أوائل السبعينيات مراحل ترميم مختلفة تُوجت بمشروع تجديد ضخم ساهم في عودة قصرالمويجعي كمقصد هام في العين يجذب الزوار.
المعرض
يسرد المعرض، الموجود على مساحة مُحاطة بالجدران الزجاجية الرائعة في فناء قصر المويجعي، قصة القلعة وسكانها، ويحتفي بصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان حاكم دولة الإمارات العربية المتحدة.
كما يُقدم تسلسلاً زمنياً لحياة أفراد العائلة الحاكمة لأبوظبي وعلاقتهم بقصر المويجعي، ولكنه يركز في المقام الأول على إنجازات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان. كما يحكي المعرض تاريخ قصر المويجعي بداية من الاكتشافات المبكرة للأدلة الأثرية وحتى يومنا هذا، ويُشير إلى دوره في استضافة الرحّالة الزوّار. ويوضح أيضاً أهمية المياه في العين وواحاتها، بما فيها واحة المويجعي.
الواحة
تعد واحة المويجعي من أصغر واحات العين وتحتوي على حوالي 21000 نخلة، وتشتهر بنظام الري بالأفلاج الذي يعتمد على قنوات المياه على مستوى سطح الأرض وتحتها لنقل المياه من الجبال المجاورة. وقد تم استصلاح أراضي القلعة على مر السنين لزراعة أشجار النخيل.