هيلي- أحد مواقع التراث العالمي لدى اليونسكو
تقدم مواقع هيلي لمحة عن العصرين: البرونزي والحديدي في العين، في ضوء ما تم اكتشافه من مدافن ومستوطنات وحصون وأنظمة للري.
تُعد مواقع آثار هيلي من أشهر مواقع الآثار في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث تضم عدة مستوطنات ومدافن وأنظمة للري تنتمي إلى حقَب العصر البرونزي (3000-1300 قبل الميلاد) والعصر الحديدي (1300-300 قبل الميلاد). وعُثر في (موقع هيلي 8) على أول دليل يثبت وجود قرية زراعية في المنطقة، ويعود تاريخها إلى 3000 قبل الميلاد.
سُمّيت الحقبة بين 2500 و2000 قبل الميلاد باسم "حقبة أم النار" تيّمناً باسم جزيرة أم النار المقابلة لساحل أبوظبي، حيث عُثر على بقايا هذه الحضارة وآثارها للمرة الأولى. توسعت خلال هذه الحقبة المستوطنة المنشأة في هيلي، وشُيدت العديد من المباني والمدافن الكبيرة البارزة.
العصر البرونزي
مدفن هيلي الكبير" هو أحد أهم المعالم الأثرية في موقع حديقة آثار هيلي. ويرجع إلى أكثر من 4,000 عام، وبلغ ارتفاعه الأصلي حوالي 4 أمتار على الأقل وكان له سطح علوي. وعندما أعيد ترميمه في منتصف سبعينيات القرن العشرين تُرك المدفن على حاله دون سقف.
يقع موقع هيلي 1 قرب المدفن الكبير، وكان في الماضي برجاً مشيَّداً من الطوب اللبن يتميز بارتفاعه عدة أمتار.
وبتوجيهات من المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الوالد المؤسس لدولة الإمارات العربية المتحدة، طيب اللّه ثراه، قامت بعثة آثار دنماركية في منتصف ستينيات القرن العشرين بأعمال تنقيب أسفرت عن اكتشاف جدار دائري عريض في هذا البرج، بداخله عدة غرف يخدمها بئر ماء يقع في المنتصف. أما اليوم، فنجد أساسات هذا المبنى هي القائمة فقط.
يوجد مبنىً مشابه وهو "هيلي 10"، ويقع أيضاً داخل الحديقة وفي منتصفه بئر مياه أيضاً. تُشير جدران هذا المبنى الدائرية، التي يبلغ عرضها قرابة 3 أمتار، إلى احتمال استخدامه حصناً لحماية طرق التجارة المارة عبر المنطقة.
العصر الحديدي
تتميز منطقة هيلي بتبنيها نظام الأفلاج في الري، والذي يقوم على جلب المياه الجوفية من مصادرها في الجبال المجاورة عبر قنوات تحت مستوى الأرض، كما تحتوي على بقايا عدة قرى تعود جميعها إلى العصر الحديدي.
أظهرت التنقيبات في أحد المنازل المكتشفة في "موقع هيلي 17" أن هذه القرية كانت تعمل في صناعة الفخار. وقد بنيت جدران هذا المنزل من الطوب اللبن بارتفاع عدة أمتار.
يضم موقع "هيلي 2" العديد من المنازل التي لا تزال جدرانها القوية مصونة حتى يومنا هذا، ويبلغ ارتفاع بعضها مترين. كما عُثر على جرار تخزين كبيرة داخل المنزل تُشير إلى ازدهار المجتمع المحلي الذي اعتمد على نظام الري بالفلج من المنطقة القريبة.