الممارسات الاجتماعية

العناية بالأسنان

 

ففي الماضي كان الناس يُكرمون الضرس منذ طلوعه حتى إزالته، وعند خلع إحدى أسنان الطفل يرمونها خارج البيت جهة الشمس وهم يقولون جملة توارثوها عن آبائهم: "يا عين الشمس خذي ضرس الحمار.. وأعطيني ضرس الغزال". وآلام الضرس في الماضي كانت تُشكل مشكلة للمصاب والمُداوي أو المُعالج، وذلك لعدم وجود مسكنات سريعة وذات فاعلية في إزالة الألم، كما أنه لم تتوفر آنذاك أدوات حديثة لخلع الأسنان. لهذا اعتمد أهل البادية بعض الأعشاب والنباتات في التداوي من الأمراض البسيطة والشائعة، والتي كان الكثير منها ينبت في البادية في فصل الشتاء مثل: الحرمل، الرمث، الزعتر، الحلول، الصبر، الخيل، المسمار. وهي الأكثر استخداماً في العلاج من الأمراض، لذا لا يخلو بيت منها.

وعن الخيل تذكر الراوية: قديماً بعد ما أتمضمض بالماء والملح، تقوم الوالدة بوضع حبة الخيل (مقياس فتحة التسوس أو تجويف التسوس) أو تقوم معالجته بوضع المسمار مطحوناً قليلاً أي مجروش مكان الألم فيخفف من آلام الأسنان. وأذكر أنها كانت تضع قطنة من دواء بوفاس، كانوا يشترونه من أسواق دبي، ليُبرد الضرس أي يخفف من ألمه. وتضيف إحدى الراويات: وقت ويع (وجع) الضرس بسبب السوسة نحط "الخيلة" فتقوم بالقضاء على السوس، وغيري يقوم بصهر الخيلة بالنار قبل وضعها مكان السوس، وكان من الحذر ملامسة الخيلة للأسنان وعدم الاستمرار في استخدامها لفترة طويلة لأنها تسبب ترققها وتفتتها ولا تعطى للأطفال.

شلع أو جلع أو خلع الأسنان:
ويع الضروس لفظ محلي (ألم الأسنان) ألم يصعب تحمله، لهذا يستنجد المريض بالخلع كأسرع وسيلة للتخلص من ألمه. وقديماً كان يتم خلع السن بطريقة بدائية بواسطة شخص مختص بهذه المهمة باستعمال آلة خاصة تُسمى الكلبة أو الجلاب أو الزرادية في العامية، ومن دون تخدير أو مسكنات بعد أن يُحركه المعالج يميناً وشمالاً، ثم يخلعه معتمداً على قوته العضلية، بعدها يضع مكانه قطعة قماش مغمورة بالملح حتى تسحب الدم وتوقف النزيف وتطهره في الوقت نفسه. هكذا تتم عملية علاج الضرس أو خلعه قديماً من بعد معاناة وألم وسهر.

المعالجون:
إما أن يكونوا رجالاً لمعالجة الرجال وإما أن يكونوا نساءً لمعالجة النساء، وعند الضرورة يعالج الرجال النساء والنساء الرجال في إطار الحشمة والالتزام. وهذا ما أكدته إحدى الراويات: أن الجلع يكون عند واحد متخصص وبصير (أي خبير بهذه الأمور)، مش حي الله واحد يجلع.

تنظيف الأسنان قديماً:
من أهم وأفضل الوسائل في تنظيف الأسنان "السواكة" وتؤخذ أعواد السواك من شجرة تُسمى "الأراك". ومن فوائد السواكة بعد الأكل أنه يفصح الكلام ويطلق اللسان ويطيب النكهة ويشهي الطعام وينقي الدماغ. وتذكر الراوية إحدى الطرق التي كانت تستخدمها في صغرها: السواك معروف بأهميته عندنا، نتنظر بلهفة عودة المعتمرين لنسمع أخبارهم ونسعد بعطايا مكة (المسواك). وعند تسامرنا على الرملة آخذ بطرف إصبعي حفنة من تراب الرملة "تكون رملة نظيفة"، وأفرك أسناني واحداً تلو الآخر، وعند توفر الصخام نستعمله في فرك الضرس متى ما رغبنا.

حالات استخدام الكي:
الكي يمارس في مختلف فصول السنة، حيث لا يقتصر على فصل بعينه. وأما أوقات الكي فقد جرت العادة أن يكتوي الفرد متى أحس أنه بحاجة للكي في جميع أيام الأسبوع ما عدا عصر الخميس وصباح الجمعة. يتم علاج وجع الأسنان عن طريق الكي أو الوسم بوكزة على العرق الواقع بين الإبهام والسبابة، فإذا كان الألم في الجانب الأيمن يوسم على اليد اليمنى، أما إذا كان في الجانب الأيسر فيوسم على اليد اليسرى.

الأمثال الشعبية:
ذكرت آلام الأسنان في عدة أمثلة: "إذا كرهت إنسان ادعي عليه بويع الضرس".
"لا هم إلا هم العرس ولا وجع إلا وجع الضرس".
"لي عورك ضرس الأضراس، ادواه شلع الحديدة".

للمثل تفسير طبي: وهو أن يتم علاج ألم الأسنان (الأضراس) بالخلع.
"الضرس ليمن رقل من شلته لابد". ومعناه أن الضرس إذا تحرك أو تخلخل فلا بد من نزعه أو خلعه.
"الضرس إذا تآكل لا من أن ينشلع".

قد يعجبك أيضاً

الممارسات الاجتماعية

تنقية مياة الشرب قديماً

الممارسات الاجتماعية

الزبيل


تواصل معنا

© 2024 أبو ظبي للثقافة، جميع الحقوق محفوظة.