اعتنت المرأة الإماراتيّة بزينتها، بأبهى صورة، وجمال، لهذا عملت على تسخير ما هو متوفر في بيئتها المحيطة من مواد، متاحة لهذه الغايات، وطورت خبراتها ومهاراتها في طرق تصنيعها والاستفادة منها، ولقد أولت اهتماماَ خاصاً بزينة عينيها والعناية بهما واستخدمت لذلك ما عُرف بالجحال.
اعتنت المرأة الإماراتيّة بزينتها، بأبهى صورة، وجمال، لهذا عملت على تسخير ما هو متوفر في بيئتها المحيطة من مواد، متاحة لهذه الغايات، وطورت خبراتها ومهاراتها في طرق تصنيعها والاستفادة منها، ولقد أولت اهتماماَ خاصاً بزينة عينيها والعناية بهما واستخدمت لذلك ما عُرف بالجحال (اللفظ المحلي الذي يطلق على الكحل) وبرعت في تحضيره وطرق استخدامه.
وتمكّنت المرأة الإماراتية من الحصول على الكحل من أكثر من مصدر، إذ يُحضّر بطرق متعددة؛ منها وضع حجر الأثمد على الجمر حتى ينفجر ويتناثر منه الحصى الناعم، ثم يُنقع في خليط من الماء والقهوة العربية لمدة أربعين يومًا، وبعد ذلك يُسحق لتتفكك حباته ويتحوّل إلى مسحوق ناعم، ثم يُنخل بواسطة قماش ويُعبأ في المكاحل. أمّا الطريقة الأخرى، فيُنقع فيها الحجر في مزيج من الماء وورق الحناء بدلًا من الماء والقهوة. وفي الطريقة الثالثة، يُوضع حجر الأثمد في خليط يُعرف بـ النجعة، وهو مكوّن من ماء الورد والزعفران أو ماء الورد والماء، ويُترك فيه لمدة تتراوح بين شهرين إلى ثلاثة أشهر حتى يلين، ثم يُستخرج ويُسحق ويُنخل ويُعبأ.
وقد توارثت المرأة الإماراتية استخدام الكحل لزينة العينين وعلاجهما، إذ يُعتقد أن للكحل دورًا في توسعة العينين، وتقوية الإبصار، وحماية الرموش، إضافة إلى دوره في حماية العينين من وهج الشمس وانعكاساتها، وفي علاج الرمد، والوقاية من الغبار والجراثيم وما قد تتعرض له العين من مؤثرات خارجية.
وتستخدم في صناعة الكحل وتحضيره للاستعمال أدوات تقليديّة متعارف عليها في المجتمع هي: المكحلة، والمرود، واللوقة أو المضرب، والمسحنة أو المنحاز، والقماش الخفيف.
من جهة أخرى يبرز الكحل في الأدب الشعبي الإماراتي في عدد من الأمثال والأقوال والشعر، من مثل: "كحال النهار زينة، وكحال الليل خزينة". كما يوصف الشخص الذي يتميز بالقدرة على اقتناص الفرص بالمثل الشعبي: "يسرق الكحال من العين".