تُصنَّف الزفة ضمن التراث الثقافي اللامادي، إذ تُجسد معانيه في صيغته الأنقى؛ فهي ممارسة تتناقلها الأجيال شفاهة وفعلاً، لتبقى نابضة بالحياة مع تغيُّر الأزمان.
الزفة ليست شكلاً احتفالياً فقط، بل هي ممارسة تُرسخ قيم الترابط، والاحترام المتبادل بين العائلات، وهي انتقال العروس من بيت ذويها إلى بيت الزوجية سواء كان سكن مستقل أو مع عائلة الزوج.
وللزفة أنماط وأشكال متعارف عليها في المجتمع الإماراتي فزفة الضحى عبارة عن موكب يضم عدد من نساء العائلة والجيران يرافقن العروس إلى بيت الزوجية وقت الضحى من اليوم الذي يلي ليلة الاحتفال بالعرس، يرافق هذا الموكب الطبول وبعض فنون الأداء والأهازيج تعبيراً عن الفرح والاحتفال بهذه المناسبة.
أما الزفة ليلة العرس فتكون بعد انتهاء الاحتفال مباشرة بأن تنقل من بيت ذويها أو مكان الاحتفال إلى بيت الزوجية في موكب يضم أقارب وأصدقاء الطرفين العروس والعريس.
وبالنسبة إلى زفة أهل الساحل وبعض المدن، فهي نمط تتبعه بعض القبائل الإماراتية إلى الآن بأن تُزف العروس إلى زوجها في منزل ذويها وذلك في مكان مُعد ومخصص مسبقاً، يبقى فيه العريس والعروسة في ضيافتهم مدة سبعة أيام ومن ثم ينتقل بها إلى منزل الزوجية في موكب يتناسب مع المناسبة، ويستقبل أهل الزوج العروس بترحيب كبير، حيث تُقام الولائم وتُقدَّم الفنون والأهازيج بحضور الأقارب والجيران احتفاءً بقدومها.
يتم تجهيز العروس للزفّة بارتداء الكندورة والثوب، وتُصفَّف ضفائرها، وتُخضَب مقدمة رأسها بالزعفران، وتُخط عيناها بالكحل العربي، وتضع لدى بعض الأسر البرقع، فضلًا عن الشيلة والعباءة. كما تُبخَّر وتُعطَّر بأجود أنواع العود والعطور قبل خروجها مع عريسها إلى بيت ذويه أو بيت الزوجية. أما ملابس المعرس فتتكوّن من كندورة بيضاء وغترة وعقال، ويحمل في يده عصا من الخيزران.